الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3274 - (د) : عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي ، أبو يحيى . الشامي - واسم أبي زكريا إياس بن يزيد فيقول أبي مسهر . وزيد بن إياس فيقول يحيى بن معين - وهو من فقهاء أهل دمشق ، من أقران مكحول .

                                                                          [ ص: 521 ] روى عن : رجاء بن حيوة ، وسلمان الفارسي ، يقال : مرسل ، وعبادة بن الصامت كذلك ، ومعاوية بن أبي سفيان كذلك ، وأبي الدرداء (د) كذلك ، وأم الدرداء (د) .

                                                                          روى عنه : خالد بن دهقان (د) ، وداود بن عمرو الدمشقي (د) ، وربيعة بن يزيد ، وزياد بن أبي سودة وسعيد بن عبد العزيز ، وصفوان بن عمرو الحمصي ، والضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وأبو سبأ عتبة بن تميم التنوخي ، وعلي بن أبي حملة ، ومرجى الشامي الزاهد ، ومسلم بن زياد الحمصي ، ونافع مولى ابن عمر ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، واليمان بن عدي ، ورجلة مولاة عاتكة بنت يزيد بن معاوية .

                                                                          وكانت داره بدمشق إلى جانب دار الحجارة بالقرب من المسجد الجامع ، فباعها واشترى دارا بباب شرقي رغبة في كثرة الخطا إلى المسجد الجامع .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام ، وقال : كان ثقة ، قليل الحديث ، صاحب غزو .

                                                                          وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة .

                                                                          وقال في موضع آخر : لا أعلم عبد الله بن أبي زكريا لقي أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          [ ص: 522 ] وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة .

                                                                          وقال البخاري : يقال : إنه سمع من سلمان .

                                                                          وقال أبو حاتم : روى عن سلمان مرسل ، وعن أبي الدرداء مرسل .

                                                                          وذكر الواقدي أنه كان يعدل بعمر بن عبد العزيز .

                                                                          وقال سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد : دخلت مع ابن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز ، فأجلس ابن أبي زكريا معه على السرير ، فجعلت أميل بينهما أيهما أفضل .

                                                                          وقال أبو مسهر : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : كان عبد الله بن أبي زكريا ، سيد أهل المسجد . قلت : بأي شيء سادهم ؟ قال : بحسن الخلق .

                                                                          وقال علي بن عياش الحمصي ، عن اليمان بن عدي : كان عبد الله بن زكريا عابد الشام ، وكان يقول : ما عالجت من العبادة شيئا أشد من السكوت .

                                                                          [ ص: 523 ] وقال أيوب بن سويد ، عن الأوزاعي : لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا ، قال : عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي .

                                                                          وقال عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب : سمعت أبي يذكر عن ابن أبي زكريا ، قال : تعلمت الصمت عشرين سنة .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن علي بن أبي حملة : قال عبد الله بن أبي زكريا الدمشقي : عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة قبل أن أقدر منه على ما أريد .

                                                                          قال : وكان لا يدع أن يغتاب في مجلسه أحد ، يقول : إن ذكرتم الله أعناكم ، وإن ذكرتم الناس تركناكم .

                                                                          وقال الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر : إن عبد الله بن أبي زكريا كان يقول : لو خيرت بين أن أعمر مائة سنة من ذي قبل في طاعة الله أو أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه ، لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه شوقا إلى الله ، وإلى رسوله ، وإلى الصالحين من عباده .

                                                                          وقال بقية بن الوليد ، عن مسلم بن زياد : كان عبد الله بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلا أن يسأل ، وكان من أبش الناس ، وأكثره تبسما .

                                                                          وقال : ما مسست دينارا ، ولا درهما قط ، ولا اشتريت شيئا قط [ ص: 524 ] ولا بعته ، ولا ساومت به إلا مرة ، فإنه أصابني الحصر ، فرأيت جوربين معلقين عند باب جيرون عند صيرفي ، فقلت : بكم هذا ؟ ثم ذكرت . فسكت . قال : بقية : فقلت لمسلم : كيف هذا ؟ قال : كان له إخوة يكفونه .

                                                                          قال دحيم : مات في خلافة هشام بعد مكحول .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وابن حبان في كتاب " الثقات " : مات في خلافة هشام .

                                                                          زاد ابن سعد ، وأبو عبيد : سنة سبع عشرة ومائة .

                                                                          وقال محمد بن وضاح القرطبي ، عن محمد بن عمرو الغزي ، عن الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر : استزار عمر بن عبد العزيز عبد الله بن أبي زكريا ، وهو بدير سمعان فأتاه ، فقال له : يا ابن أبي زكريا ، مرحبا بك .

                                                                          قال : وبك يا أمير المؤمنين ، أهلا وسهلا .

                                                                          قال : يا ابن أبي زكريا : عرضت لي إليك حاجة .

                                                                          قال : على الرأس والعينين يا أمير المؤمنين .

                                                                          فقال : تدعو الله أن يميت عمر .

                                                                          قال : يا أمير المؤمنين ، بئس وافد المسلمين أنا إذا ، نعمة أنعمها الله على أمة محمد ، أدعو الله أن يزيلها عنهم ؟ قال : قد وعدتني يا ابن أبي زكريا .

                                                                          قال : فاستقبل القبلة ، فحمد [ ص: 525 ] الله وأثنى عليه ، ثم قال : اللهم عبدك قد توسل بي إليك ، فأقبضه .

                                                                          إليك ، ولا تبقني بعده .

                                                                          فبينا هم كذلك ، إذ جاء ابن له صغير ، فوقع في حجره فقال : يا ابن أبي زكريا ، وهذا معنا فإني أحبه ، فقال : اللهم وابنه هذا فاقبضه إليك .

                                                                          قال : فما شبهت الثلاثة إلا بخرزات ثلاث في سلك قطع أسفله ، فتتابعوا في جمعة .

                                                                          كذا في هذه الحكاية ، والمحفوظ في وفاته ما تقدم ذكره والله أعلم .

                                                                          روى له أبو داود .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية