الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء


                                                                          6201 - ( ع ) منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة ، [ ص: 547 ] ويقال : منصور بن المعتمر بن عتاب بن عبد الله بن ربيعة ، ويقال : منصور بن المعتمر بن عتاب بن فرقد السلمي أبو عتاب الكوفي .

                                                                          روى عن : إبراهيم النخعي ( ع ) ، وأبي صالح باذام حديثا واحدا ، وتميم بن سلمة ( م ) ، وعن تميم بن سلمة ( د ) ، أو سعد بن عبيدة ( د ) ، وعن الحسن البصري ( س ) ، والحكم بن عتيبة ( خ م س ) ، وخالد بن سعد ( خ س ق ) ، وخالد الحذاء ( م ) ، وهو من أقرانه ، وخيثمة بن عبد الرحمن ( ت ) وذر بن عبد الله الهمداني ( بخ د ت س ) ، وربعي بن حراش ( ع ) ، وزياد بن عمرو بن هند الجملي ( س ق ) ، وأبي معشر زياد بن كليب ( س ) ، وزيد بن وهب الجهني ، وسالم بن أبي الجعد ( ع ) ، وسعد بن عبيدة ( خ م د ت س ) ، وسعيد بن جبير ( خ م د س ) ، وسلمان أبي حازم الأشجعي ( ع ) ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ( ع ) وصالح أبي الخليل ( س ) ، وطلحة بن مصرف ( خ م د س ق ) ، وطلق بن حبيب ( س ) ، وعاصم بن بهدلة ( س ) ، وهو من أقرانه ، وعامر الشعبي [ ص: 548 ] ( ع ) ، وعبد الله بن مرة ( خ م د س ق ) ، وعبد الله بن يسار الجهني ( د سي ) ، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي ( س ) ، وعبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي ( ق ) ، وأبي الحسن عبيد بن الحسن ( د ) ، وعبيد بن نسطاس ( ق ) ، وعطاء بن أبي رباح ( س ) ، وعلي بن الأقمر ( خ ) ، وعمرو بن مرة ( م ) وكريب مولى ابن عباس ( سي ) ، ومجاهد بن جبر المكي ( خ م س ) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( خ م ) ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح ( خ م ت س ) ، والمسيب بن رافع ( خ م س ) ، والمنهال بن عمرو ( خ 4 ) ، وموسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي ( تم ق ) ، وهلال بن يساف ( م 4 ) ، وأبي عثمان التبان ( بخ د ت ) ، وعن أبي علي الأزدي ( سي ) وقيل : عن أبي الفيض ( سي ) .

                                                                          روى عنه : أبان بن صالح ( د ) ، وإبراهيم بن طهمان ( سي ) ، وإسرائيل بن يونس ( خ م ت س ) ، وأيوب السختياني ، وهو من أقرانه ، وأبو وكيع الجراح بن مليح ، وجرير بن عبد الحميد ( ع ) ، وحجاج بن أرطاة ( س ) ، وحجاج بن دينار ، والحسن بن صالح بن حي ( س ) ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي ، وهو من أقرانه ، وحماد بن زيد ( خ م ) ، وروح بن القاسم ( خ م ) ، وزائدة بن قدامة ( م ) ، وزهير بن معاوية ( م ق ) ، وزياد بن عبد الله البكائي ( ت ) ، وسفيان الثوري ( خ م د ق ) ، وهو أثبت الناس فيه ، وسفيان بن عيينة ( خ م ت ) ، وسليمان الأعمش ، وسليمان التيمي ، وهما من أقرانه ، وأبو الأحوص سلام بن سليم ( خ م د س ) ، وشريك بن عبد الله ( س ) ، وشعبة بن الحجاج ( ع ) ، وشيبان بن عبد الرحمن ( خ م ) ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ( خ م س ) ، وعبيدة بن [ ص: 549 ] حميد ( خ ت س ق ) ، وعلي بن صالح بن حي ( س ) ، وعمار بن رزيق ( م سي ) ، وعمرو بن أبي قيس الرازي ( خت سي ) وفضيل بن عياض ( خ م ت س ) ، والقاسم بن معن ( س ) وقيس بن الربيع ، وكامل أبو العلاء ، ومحمد بن الفضل بن عطية ( ت ) ، ومسعر بن كدام ( م ) ، ومعتمر بن سليمان ( خ م د سي ) ، ومفضل بن مهلهل ( م س ق ) وورقاء بن عمر اليشكري ( د سي ) ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله ( م ) ووهيب بن خالد ( م ) ، وأبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي ( سي ) ، وأبو حفص الأبار ( س ) ، وأبو حمزة السكري ( س ) ، وأبو مالك النخعي ( ق ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : طلب منصور الحديث قبل الجماجم ، والأعمش طلب بعد الجماجم .

                                                                          وقال في موضع آخر : سئل أبو داود ، عن جهم ، فقال : روى منصور عن جهم ، وروى عنه أشعث بن سوار ، فقلت : هو من أصحاب إبراهيم ؟ فقال : لا أدري ، منصور لا يروي إلا عن كل ثقة .

                                                                          وقال علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : قال سفيان : كنت لا أحدث الأعمش عن أحد من أهل الكوفة إلا رده ، فإذا قلت : منصور ، سكت . قلت ليحيى : منصور عن مجاهد [ ص: 550 ] أحب إليك أم ابن أبي نجيح ؟ قال : منصور أثبت ، ثم قال : ما أحد أثبت عن مجاهد وإبراهيم من منصور .

                                                                          وقال حجاج بن محمد ، عن شعبة ، عن منصور : ما كتب حديثا قط .

                                                                          وقال عبد الرزاق ، عن ابن عيينة : قال لي سفيان الثوري : رأيت منصورا ، وعبد الكريم الجزري ، وأيوب السختياني ، وعمرو بن دينار هؤلاء الأعين الذين لا شك فيهم .

                                                                          وقال بشر بن المفضل : لقيت سفيان الثوري بمكة ، فقال : ما خلفت بعدي بالكوفة آمن على الحديث من منصور بن المعتمر .

                                                                          وقال أحمد بن سنان القطان : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم ، فمن اختلف عليهم فهو يخطئ ليس هم ، منهم منصور بن المعتمر .

                                                                          وقال الحارث بن سريج النقال : سمعت عبد الرحمن بن [ ص: 551 ] مهدي يقول : لم يكن بالكوفة أحفظ من منصور .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : منصور أثبت من إسماعيل بن أبي خالد .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن قوما قالوا : منصور أثبت في الزهري من مالك ، قال : وأي شيء روى منصور عن الزهري ! هؤلاء جهال ، منصور إذا نزل إلى المشائخ اضطرب ، وليس أحد أروى عن مجاهد من منصور إلا ابن أبي نجيح ، وأما الغرباء فليس أحد أروى عنه من منصور .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي : من أثبت الناس في إبراهيم ؟ قال : الحكم بن عتيبة ثم منصور .

                                                                          وقال عباس الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : منصور بن المعتمر سلمي ، وهو ابن عم عتبة بن فرقد ، ومحمد بن علي السلمي أخوه لأمه ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي هو [ ص: 552 ] ابن عم منصور بن المعتمر .

                                                                          وقال عباس أيضا : سمعت يحيى يقول : منصور أحب إلي من حبيب بن أبي ثابت ، ومن عمرو بن مرة ، ومن قتادة .

                                                                          قيل ليحيى : فأيوب ؟ قال : هو نظير أيوب عندي .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : أبو معشر الحنفي أحب إليك عن إبراهيم أو منصور ؟ فقال : منصور خير منه ، ومن أبيه .

                                                                          قلت : الأعمش أحب إليك ، عن إبراهيم ، أو منصور ؟ فقال : منصور .

                                                                          قلت : فمنصور أو الحكم ؟ قال : منصور .

                                                                          قلت : فمنصور أو مغيرة ؟ قال : منصور .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين ، وأبي حاضر يقول : إذا اجتمع منصور ، والأعمش فقدم منصورا .

                                                                          وقال أيضا : سمعت يحيى بن معين يقول : منصور أثبت من الحكم بن عتيبة ، ومنصور من أثبت الناس .

                                                                          وقال أيضا : رأيت في كتاب علي بن المديني ، سئل : أي أصحاب إبراهيم أعجب إليك ؟ قال : إذا حدثك عن منصور ثقة [ ص: 553 ] فقد ملأت يديك لا تريد غيره .

                                                                          وقال عبدان بن عثمان المروزي : سمعت أبا حمزة يقول : دخلت إلى بغداد فرأيت جميع من بها يثني على منصور بن المعتمر فلما خرجت إلى الكوفة سمعت منه فلما عدت من مكة أقمت عليه حتى كتبت عنه ، وأكثرت .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق اللؤلؤي : سمعت وكيعا يقول : قال سفيان : إذا جاءت المذاكرة جئنا بكل ، وإذا جاء التحصيل جئنا بمنصور بن المعتمر .

                                                                          وقال محمد بن سهل بن عسكر : سمعت عبد الرزاق يقول : حدث سفيان يوما بحديث عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، فقال : هذا الشرف على الكراسي .

                                                                          وقال أبو زرعة : سمعت إبراهيم بن موسى يقول : أثبت أهل الكوفة منصور ثم مسعر .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي ، عن منصور بن المعتمر ، فقال : ثقة .

                                                                          وقال أيضا : سئل أبي ، عن الأعمش ومنصور ، فقال : [ ص: 554 ] الأعمش حافظ يخلط ويدلس ، ومنصور أتقن لا يخلط ولا يدلس .

                                                                          وقال العجلي : كوفي ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة وكأن حديثه القدح لا يختلف فيه أحد متعبد رجل صالح أكره على قضاء الكوفة فقضى عليها شهرين ولاه يوسف بن عمر ، وروى من الحديث أقل من ألفين كان فيه تشيع قليل ولم يكن بغال ، وكان قد عمش من البكاء وصام ستين سنة وقامها ، وكان يجلس في مجلس القضاء فإن جلس الخصمان بين يديه فقصا قصتهما ، قال : يا هذان إنكما تختصمان إلي في شيء لا علم لي به فانصرفا ، فأعفي من القضاء ، وقالت فتاة لأبيها : يا أبة الإسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت ؟ قال : يا بنية ذاك منصور يصلي بالليل فمات .

                                                                          وقال خلف بن تميم ، عن زائدة بن قدامة : صام منصور بن المعتمر أربعين سنة صام نهارها وقام ليلها ، وكان يبكي الليل كله ، فتقول له أمه : يا بني قتلت قتيلا ؟ فيقول : أنا أعلم بما صنعت بنفسي فإذا أصبح كحل عينيه ودهن رأسه ، وبرق شفتيه ، وخرج إلى الناس .

                                                                          وأخذه يوسف بن عمر عامل الكوفة يريده على القضاء فامتنع ، وأبى ، فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيده فجاءه خصمان فقعدا بين يديه فلم يسألهما ولم يكلمهما ، قال : فقيل ليوسف بن عمر : إنك لو نثرت لحمه لم يل القضاء ، قال : فخلى عنه .

                                                                          [ ص: 555 ] قال محمد بن سعد ، وخليفة بن خياط ، وأبو بكر بن أبي شيبة في آخرين : مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية