الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3048 - (ع) : عامر بن عبد الله بن الجراح بن [ ص: 53 ] هلال بن أهيب ، ويقال : وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي ، أبو عبيدة بن الجراح الفهري أمين هذه الأمة ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأمه أميمة بنت غنم بن جابر ، ويقال : أم غنم أميمة بنت جابر القرشية الفهرية ، أدركت الإسلام ، وأسلمت .

                                                                          شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل أباه يوم بدر كافرا .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) . روى عنه : أسلم مولى عمر بن الخطاب ، وجابر بن عبد الله . (خ د م س) ، وسمرة بن جندب ! وأبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي ، وعبد الله بن سراقة (د ت) ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري (ق) ، والعرباض بن سارية ، وعياض بن غطيف (س) ، وغضيف بن الحارث (بخ) ، وقيس بن أبي حازم ، وميسرة بن مسروق العبسي ، وناشرة بن سمي النوبي ، وأبو ثعلبة الخشني .

                                                                          قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، [ ص: 54 ] وهم آخر بطون قريش : أبو عبيدة بن الجراح ، وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة .

                                                                          وأمها دعد بنت هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر .

                                                                          وكان لأبي عبيدة من الولد : يزيد وعمير .

                                                                          وأمهما هند بنت جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي .

                                                                          فدرج ولد أبي عبيدة بن الجراح ، وليس له عقب .

                                                                          وقال صدقة بن سابق ، عن محمد بن إسحاق : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ .

                                                                          وقال محمد بن عمر : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة ، وشهد أبو عبيدة بدرا وأحدا ، وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين انهزم الناس وولوا .

                                                                          قالوا : وشهد أبو عبيدة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من علية أصحابه ،وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي القصة ، سرية في أربعين رجلا .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : أمه امرأة من بني الحارث بن فهر .

                                                                          أدركت الإسلام وأسلمت .

                                                                          وقال ابن البرقي : يقال : إن أمه أم غنم بنت جابر بن عبد بن [ ص: 55 ] العداء بن عامر بن ربيعة بن وديعة بن الحارث بن فهر . قال : وذكر بعض القرشيين أن أمه بنت عبد العزى بن شقيق بن سلامان بن عامر بن عمير بن وديعة بن الحارث بن فهر .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، من المغفر ، يوم أحد فانتزعت ثنيتاه ، فحسنتا فاه ، فقيل : ما رؤي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة ، وكان يقال : داهيتا قريش أبو بكر الصديق ، وأبو عبيدة بن الجراح ، ودعا أبو بكر الصديق يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر بن الخطاب أو أبي عبيدة بن الجراح ، وولاه عمر بن الخطاب الشام ، وفتح الله عليه اليرموك والجابية وسرغ مدينة بالشام والرمادة ، وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة .

                                                                          وقال الواقدي : حدثني ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة بن الجراح ، فقال : كان رجلا نحيفا معروق الوجه ، خفيف اللحية ، طوالا ، أجنأ ، أثرم الثنيتين .

                                                                          وقال أيضا : حدثنا محمد بن صالح ، عن يزيد بن رومان ، قال : انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وأبو عبيدة بن الجراح ، [ ص: 56 ] حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرض عليهم الإسلام ، وأنبأهم بشرائعه ، فأسلموا جميعا في ساعة واحدة ، وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها .

                                                                          وقال أبو قلابة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، وروي ذلك من وجوه كثيرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال الجريري ، عن عبد الله بن شقيق : قلت لعائشة : أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان أحب إليه ؟ قالت : أبو بكر ، قلت : فمن بعده ؟ قالت : عمر ، قلت : فمن بعد عمر ؟ قالت : أبو عبيدة بن الجراح .

                                                                          وقال علي بن رباح اللخمي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص : ثلاثة من قريش ، أصبح الناس وجوها ، وأحسنها أخلاقا ، وأثبتها حياء ، إن حدثوك لم يكذبوك ، وإن حدثتهم لم يكذبوك : أبو بكر الصديق ، وعثمان بن عفان ، وأبو عبيدة بن الجراح .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة مشهورة .

                                                                          [ ص: 57 ] ذكر محمد بن سعد ، وغير واحد : أنه مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية