الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5686 - (خ 4) : محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن [ ص: 618 ] فارس بن ذؤيب الذهلي ، أبو عبد الله النيسابوري الإمام الحافظ .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن الحكم بن أبان ، وإبراهيم بن حمزة الزبيري (د) ، وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، وإبراهيم بن موسى الرازي (د) ، وأحمد بن حنبل (س ق) ، وأحمد بن خالد الوهبي (د ق) ، وأحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي (خد) ، وأحمد بن صالح المصري (تم) ، وأزهر بن سعد السمان (ت عس) ، وإسحاق ابن راهويه (د) ، وإسحاق بن محمد الفروي (ت ق) ، وإسماعيل بن أبي أويس (ت ق) ، وإسماعيل بن الخليل (قد) ، وإسماعيل ابن عبد الكريم الصنعاني ، والأسود بن عامر شاذان ، وأشهل بن حاتم ، وأصبغ بن الفرج (د) ، وبشر بن آدم الضرير (ق) ، وبشر بن شعيب بن أبي حمزة (ت س) ، وبشر بن عمر الزهراني (د س ق) ، وجعفر بن عون ، وحبان بن هلال ، وحجاج بن محمد الأعور ، وحجاج بن منهال (ق) ، والحسين بن حفص الأصبهاني ، والحسين بن محمد المروذي (خ) ، والحسين بن الوليد النيسابوري ، وأبي اليمان الحكم بن نافع (د ق) ، وسعيد بن سليمان الواسطي (د ق) ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وسعيد بن محمد الجرمي (د ق) ، وسعيد بن منصور (ق) ، وسعيد بن واصل ، وسلم بن إبراهيم الوراق (د ق) ، وأبي قتيبة سلم بن قتيبة (د ت) ، وسليمان بن حرب (ق) ، وسليمان بن داود الهاشمي ، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي (ق) ، وأبي بدر شجاع بن الوليد ، وصفوان بن عيسى (د ق) ، وأبي عاصم الضحاك [ ص: 619 ] ابن مخلد (ت ق) ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي (خ ق) ، وعبد الله بن جعفر الرقي (ق) ، وعبد الله بن رجاء الغداني (ق) ، .وعبد الله بن الزبير الحميدي (ت س) ، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري (د ق) ، وعبد الله بن محمد بن أسماء (د س) ، وعبد الله بن محمد النفيلي (ت ق) ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن الوليد العدني ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر (ت) ، وعبد الرحمن بن مهدي (ق) ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد الصمد بن عبد الوارث (س) ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي (ق) ، وعبد العزيز بن يحيى الحراني (د) ، وأبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني ، وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني (د ق) ، وعبد الملك بن الصباح ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ، وعبيد الله بن موسى (خ د ق) ، وعثمان بن عمر بن فارس (ق) ، وعفان بن مسلم (ق) ، وعلي بن إبراهيم البناني ، وعلي بن بحر بن بري (قد) ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وعلي بن عاصم الواسطي ، وعلي بن عياش الحمصي (ق) ، وعلي بن المديني (د) ، وعمر بن حفص بن غياث (د) ، وعمرو بن الحصين (ق) ، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد (د ص فق) ، وعمرو بن خالد الحراني (ق) ، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي (خ ت س ق) ، وعمرو بن عثمان الكلابي (ق) ، وعمرو بن محمد العنقزي ، وأبي نعيم الفضل بن دكين (ق) ، وقبيصة بن عقبة (د ق) ، وقتيبة بن سعيد (ق) ، وكثير بن هشام ، وأبي غسان مالك [ ص: 620 ] ابن إسماعيل (س ق) ، ومحاضر بن المورع ، ومحمد بن بكار بن بلال (د) ، ومحمد بن بكر البرساني ، ومحمد بن سنان العوقي (د) ، ومحمد بن الصباح الدولابي (ق) ، ومحمد بن الصلت الأسدي (فق) ، ومحمد بن الصلت التوزي (س) ، ومحمد بن عاصم المعافري المصري (ق) ، ومحمد بن عبد الله بن عثمان الخزاعي (ق) ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (4) ، ومحمد بن عبد الله الرقاشي (ق) ، ومحمد بن عبد العزيز الرملي (تم) ، وأبي ثابت محمد بن عبيد الله المديني ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، وأبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ، ومحمد بن عمر الواقدي ، ومحمد بن عيسى ابن الطباع (س ق) ، ومحمد بن الفضل عارم (ق) ، ومحمد بن كثير العبدي (د س) ، ومحمد بن كثير المصيصي ، ومحمد بن المبارك الصوري (ق) ومحمد بن موسى بن أعين الحراني (خ س) ، ومحمد بن وهب بن عطية الدمشقي (ق) ، وأبي غسان محمد بن يحيى .الكناني ، ومحمد بن يوسف الفريابي (د ت ق) ، ومسلم بن إبراهيم (ق) ، ومطرف بن عبد الله المدني (ق) ، والمعافى بن سليمان الرسعني ، ومعاوية بن عمرو الأزدي (ق) ، ومعلى بن أسد العمي (ق) ، ومعلى بن منصور الرازي ، ومعمر بن يعمر الليثي (س) ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل (ق) ، وموسى بن داود الضبي ، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي ، وموسى بن هارون البردي (د) ، ونعيم بن حماد الخزاعي (ق) ، ونوح بن يزيد المؤدب (د) ، [ ص: 621 ] وأبي النضر هاشم بن القاسم ، وهشام بن عمار الدمشقي ، والهيثم ابن جميل الأنطاكي (ق) ، والهيثم بن خارجة (ق) ، والوليد بن الوليد القلانسي ، ووهب بن جرير بن حازم ، ويحيى بن حسان التنيسي ، ويحيى بن حماد الشيباني (ق) ، ويحيى بن صالح الوحاظي (ق) ، ويحيى بن الضريس الرازي ، ويحيى بن عبد الله بن بكير (خ) ، ويحيى بن يحيى النيسابوري (سي) ، ويحيى بن يوسف الزمي (ق) ، ويزيد بن أبي حكيم العدني ، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي (س ق) ، ويزيد بن هارون (ق) ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد (ت) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ، ويونس بن محمد المؤدب ، وأبي أحمد الزبيري ، وأبي داود الطيالسي (س) ، وأبي سفيان الحميري ، وأبي عامر العقدي ، وأبي علي الحنفي ، وأبي معمر المقعد (د س ق) ، وأبي همام الدلال (ق) ، وأبي الوليد الطيالسي (ق) .

                                                                          روى عنه : الجماعة سوى مسلم ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه راوي " صحيح مسلم " ، وأحمد بن سلمة النيسابوري ، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي ، وأحمد بن محمود بن مقاتل الهروي ، وجعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الحافظ المعروف بالمفيد ، وحاجب بن أحمد الطوسي ، والحسن بن إسحاق السكسكي النيسابوري ، والحسين بن الحسن بن سفيان النسائي ، والحسين بن محمد بن زياد القباني ، وسعيد بن الحكم [ ص: 622 ] ابن أبي مريم ، وسعيد بن منصور وهما من شيوخه ، وشعيب بن إبراهيم العجلي البيهقي ، وصالح بن محمد الأسدي الحافظ ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أبي داود ، وأبو صالح عبد الله بن صالح المصري وهو من شيوخه ، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ، وعبد الله بن محمد النفيلي وهو من شيوخه ، وأبو علي محمد بن أحمد بن زيد النيسابوري ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق الثقفي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن سهل بن عسكر التميمي وهما من أقرانه ، ومحمد بن عبد الرحمن الدغولي ، ومحمد بن عوف الحمصي وهو من أقرانه ، وأبو موسى محمد بن المثنى وهو أكبر منه ، ومحمد بن المسيب الأرغياني ، ومحمود بن غيلان المروزي وهو من أقرانه ، ونصر بن أحمد بن نصر الكندي الحافظ ، ونصر بن عمار بن يحيى الأنصاري ، وابنه يحيى بن محمد بن يحيى ولقبه حيكان ، ويعقوب بن شيبة السدوسي وهو من أقرانه ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيان ، وأبو عوانة الإسفراييني .

                                                                          روى عنه : البخاري في مواضع من (الصحيح) فتارة يقول : حدثنا محمد فلا ينسبه ، وتارة يقول : حدثنا محمد بن عبد الله فينسبه إلى جده ، وتارة يقول : حدثنا محمد بن خالد فينسبه إلى جد أبيه . ولم يقل في موضع منها : حدثنا محمد بن يحيى .

                                                                          [ ص: 623 ] قال أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود : سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول : كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن يحيى يعني الذهلي ، فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس ثم قال لبنيه وأصحابه : اذهبوا إلى أبي عبد الله واكتبوا عنه .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا عبد الرحيم محمد بن أحمد بن الجراح الجوزجاني يقول : دخلت على أحمد بن حنبل ، فقال لي : تريد البصرة ؟ قلت : نعم . قال : فإذا أتيتها فالزم محمد بن يحيى ، فليكن سماعك معه فإني ما رأيت خراسانيا - أو قال : ما رأيت أحدا - أعلم بحديث الزهري منه ، ولا أصح كتابا منه .

                                                                          وقال أيضا : حدثني أبو عامر النسائي الحافظ ، قال : سمعت محمد بن داود المصيصي يقول : كنا عند أحمد بن حنبل وهم يذكرون الحديث فذكر محمد بن يحيى النيسابوري حديثا فيه ضعف ، فقال له أحمد بن حنبل : لا تذكر مثل هذا الحديث . وكان محمد بن يحيى دخله خجلة . فقال له أحمد : إنما قلت هذا إجلالا لك يا أبا عبد الله .

                                                                          وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت إبراهيم بن هانئ يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما قدم علينا رجل [ ص: 624 ] أعلم بحديث الزهري من محمد بن يحيى . قال أبو بكر بن زياد : وهو عندي إمام في الحديث .

                                                                          وقال الحسين بن الحسن بن سفيان الفارسي : سمعت عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي يقول : سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن يحيى ، ومحمد بن رافع ، فقال : محمد بن يحيى أحفظ ، ومحمد بن رافع أورع .

                                                                          وقال زنجويه بن محمد اللباد : سمعت أبا عمرو المستملي يقول : أتيت أحمد بن حنبل ، فقال لي : من أين أنت ؟ قلت : من أهل نيسابور ، فقال : أبو عبد الله محمد بن يحيى له مجلس ؟ قلت : نعم . قال : لو أن محمد بن يحيى عندنا لجعلناه إماما في الحديث .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا عمرو المستملي يقول : سمعت محمد بن يحيى يقول : قد جعلت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين ربي عز وجل .

                                                                          وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي : سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن يقول : سمعت محمد بن يحيى يقول : لما رحلت بأبي زكريا - يعني ولده - إلى العراق صحبني جماعة من الغرباء ، فسألوني : أي حديث عند أحمد بن حنبل أغرب ؟ فكنت أقول : إذا دخلت عليه سألته عن حديث [ ص: 625 ] يستفيدونه . قال : فلما دخلنا عليه سألته عن حديث يحيى بن سعيد ، عن عثمان بن غياث ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر ، عن عمر حديث الإيمان ، وقد كنت سمعته منه قديما وذكرته عنه . قال : فقال أحمد : يا أبا عبد الله ليس هذا الحديث عندي عن يحيى بن سعيد . فخجلت وتشورت وسكت . فلما قمنا أخذ أصحابنا يقولون : إنه ذكر هذا الحديث غير مرة ، ثم لم يعرفه أحمد ، وأنا ساكت لا أجيبهم بشيء ما بقينا ، ثم قدمنا بغداد ، فدخلنا على أحمد بن حنبل فرحب بنا وسأل عنا ثم قال : أخبرني يا أبا عبد الله أي حديث استفدت عن مسدد من حديث يحيى بن سعيد ؟ فقلت : حديث عثمان بن غياث عن عبد الله بن بريدة في الإيمان . فقال أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عثمان بن غياث . ثم أخرج كتابه فأملى علينا ، فسكت محمد بن يحيى ولم يقل إنا سألناك عن الحديث ، وتعجب أصحابه من صبره عليه ، فقال : فأخبر أحمد أنه كان سأله عن الحديث قبل خروجه إلى البصرة ، فكان أبو عبد الله أحمد بن حنبل إذا ذكره يقول : محمد بن يحيى العاقل .

                                                                          وقال أبو العباس الأزهري : سمعت محمد بن سعيد بن منصور يقول : سمعت أبي يقول : قلت ليحيى بن معين : لم لا تجمع حديث الزهري ؟ فقال : كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزهري .

                                                                          وقال أبو سعيد المؤذن : سمعت زنجويه بن محمد يقول : [ ص: 626 ] كنت أسمع مشايخنا يقولون : الحديث الذي لا يعرفه محمد بن يحيى لا يعبأ به .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي : سمعت أبا العباس الدغولي يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : لما خرجت من الري قلت لفضلك : عمن أكتب بنيسابور ؟ قال : إذا قدمت نيسابور فانظر إلى شيخ بهي حسن الوجه حسن الثياب راكب حمارا ، وهو محمد بن يحيى فاكتب عنه ، فإنه من قرنه إلى قدمه فائدة . قال : فلما قدمت نيسابور استقبلني محمد بن يحيى فعرفته بهذه الصفة ، فذهبت معه ، وانتخبت عليه مجلسا ، وقرأته عليه ، فلما فرغت قلت له : أفادني الفضل بن العباس الرازي حديثا عنك عند الوداع لأسمعه من الشيخ ، فقال : هات ، فقلت : حدثكم سعيد بن عامر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد الله بن صبيح ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (هذا خالي فلير امرؤ خاله) ، فقال : محمد بن يحيى : من ينتخب مثل هذا الانتخاب ويقرأ مثل هذه القراءة يعلم أن سعيد بن عامر لا يحدث بمثل هذا الحديث ؟ فقال صالح : نعم ، حدثكم سعيد بن واصل .

                                                                          [ ص: 627 ] قال الحافظ أبو بكر الخطيب : قصد صالح امتحان محمد بن يحيى في هذا الحديث ، لينظر أيقبل التلقين أم لا ، فوجده ضابطا لروايته ، حافظا لأحاديثه ، محترزا من الوهم بصيرا بالعلم .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول : سمعت أبا قريش الحافظ يقول : كنت عند أبي زرعة الرازي ، فجاء مسلم بن الحجاج فسلم عليه ، وجلس ساعة ، وتذاكرا ، فلما أن قام ، قلت له : هذا جمع أربعة آلاف حديث في (الصحيح) فقال أبو زرعة : فلم ترك الباقي ؟ ثم قال : ليس لهذا عقل ، لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلا .

                                                                          وقال أيضا : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق القارئ ، قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى ، قال : سمعت أبي يقول : إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا علي محمد بن أحمد بن زيد المعدل يقول : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى يقول : دخلت على أبي في الصيف الصائف وقت القائلة وهو في بيت كتبه وبين يديه السراج ، وهو يصنف ، فقلت : يا أبة ، هذا وقت الصلاة ، ودخان هذا السراج بالنهار ، فلو نفست عن نفسك . [ ص: 628 ] فقال لي : يا بني تقول لي هذا وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ! ! .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كتب عنه أبي بالري ، وهو ثقة صدوق ، إمام من أئمة المسلمين . سئل أبي عنه ، فقال : ثقة .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : محمد بن يحيى الذهلي إمام أهل زمانه .

                                                                          وقال النسائي : ثقة ، مأمون .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري ، وكان أمير المؤمنين في الحديث .

                                                                          وقال أبو العباس بن عقدة : سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول : كان محمد بن يحيى من أئمة العلم .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : كان أحد الأئمة العارفين ، والحفاظ المتقنين ، والثقات المأمونين ، صنف حديث [ ص: 629 ] الزهري وجوده ، وقدم بغداد ، وجالس شيوخها ، وحدث بها ، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله .

                                                                          وقال دعلج بن أحمد : سمعت أحمد بن محمد بن الأزهر يقول : لمحمد بن يحيى ثمانية عشرة رحلة إلى البصرة ورحلتان إلى اليمن .

                                                                          وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري غنجار : حدثنا محمد بن عبد الله بن يوسف الشافعي ، قال : سمعت الحسين بن الحسن بن سفيان - يعني النسوي - يقول : سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : لو لم أبدأ بالبصرة لم يفتني حسين الجعفي ، وأبو أسامة ، وشبابة . ولما دخلت البصرة استقبلتني جنازة يحيى بن سعيد القطان على باب البصرة .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله أيضا : سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول : سألت أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء السندي ، فقلت : محمد بن يحيى صليبة كان أو مولى ؟ فقال : لا صليبة ولا مولى ; كان محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي ، وكان فارس مولى لآل معاذ ، وكان معاذ بن مسلم بن رجاء ، وكان اسم رجاء دوار فعرب برجاء ، وكان رهينة عند معاوية بن أبي سفيان ، رهنه عنده أبوه دولادان ، وكان ملك تلك الناحية ، [ ص: 630 ] فارتد وأراد معاوية قتل ابنه رجاء وكان عنده القعقاع بن شور الذهلي ، فاستوهبه من معاوية فأطلقه ، وكان هذا النسب .

                                                                          وقال أبو العباس الأزهري : سمعت خادمة محمد بن يحيى ، ومحمد بن يحيى يغسل على السرير تقول : خدمت أبا عبد الله ثلاثين سنة ، وكنت أضع له الماء ، فما رأيت ساقه قط وأنا ملك له .

                                                                          قال أبو الحسين بن قانع : مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين . قال : وقيل : سنة ست وخمسين ومائتين .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري : مات سنة سبع وخمسين ومائتين .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : وكل هذه الأقوال وهم .

                                                                          وقال أبو حامد بن الشرقي ، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ ، ويعقوب بن محمد الصيدلاني ، ومحمد بن موسى الباشاني : مات سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وهذا الصواب .

                                                                          قال الخطيب : وبلغني أن وفاته في أحد الربيعين من السنة ، وبلغ ستا وثمانين سنة .

                                                                          [ ص: 631 ] أخبرنا أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد النيسابوري ، قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن ابن الشرقي الحافظ ، قال : سمعت أبا عمرو الخفاف غير مرة يقول : رأيت محمد بن يحيى الذهلي في النوم ، فقلت : يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي . قلت : فما فعل علمك ؟ قال : كتب بماء الذهب ورفع في عليين .

                                                                          [ ص: 632 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية