الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2358 - (ع ) : سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن [ ص: 67 ] عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي ، المخزومي ، أبو محمد المدني ، سيد التابعين .

                                                                          ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب ، وقيل : لأربع سنين .

                                                                          روى عن : أبي بن كعب ( ق ) ، وأنس بن مالك ( ت ) من طريق ضعيف ، والبراء بن عازب ( س ) ، وبصرة بن أكثم الأنصاري ( د ) ، وبلال مولى أبي بكر ( س ) ، وجابر بن عبد الله ( خ ق ) ، وجبير بن مطعم ( خ د س ) ، وحسان بن ثابت ( م د س ) ، وحكيم بن حزام ( خ م ت س ) ، وزيد بن ثابت ( س ) ، وزيد بن خالد الجهني ( د ) ، وسراقة بن مالك بن جعشم ( د ) ، وسعد بن عبادة ( د س ق ) ، وسعد بن أبي وقاص ( ع ) ، وصفوان بن أمية ( م ت ) ، وصهيب بن سنان ( س ) ، والضحاك بن سفيان ( ع ) ، وعامر بن أبي أمية ( س ) ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص ( م ) ، وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني ( خ م د ت س ) ، وعبد الله بن عباس ( خ م د س ق ) ، وعبد الله بن عمر بن [ ص: 68 ] الخطاب ( خ م س ق ) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ( خ م د س ) ، وعبد الرحمن بن عثمان التيمي ( د س ) ، وعتاب بن أسيد ( 4 ) ، وعثمان بن أبي العاص ( م ) ، وعثمان بن عفان ( خ م س ق ) ، وعلي بن أبي طالب ( خ م ت س ق ) ، وعمر بن الخطاب ( 4 ) ، والمسور بن مخرمة ، وأبيه المسيب بن حزن ( خ م د س ) ، ومعاوية بن أبي سفيان ( م س ) ، ومعمر بن عبد الله بن نضلة ( م د ت ق ) ، ونفيع ( كد ) مكاتب أم سلمة ، وأبي بكر الصديق ( د ) مرسل ، وأبي ثعلبة الخشني ( ق ) ، وأبي الدرداء ( ت س ) ، وأبي ذر الغفاري ( ق ) ، وأبي سعيد الخدري ( خ م س ق ) ، وأبي قتادة الأنصاري ( ق ) ، وأبي موسى الأشعري ( خ م ) ، وأبي هريرة ( ع ) - وكان زوج ابنته ، وأعلم الناس بحديثه - وأسماء بنت عميس ( س ) ، وخولة بنت حكيم ( س ق ) ، وعائشة أم المؤمنين ( ع ) ، وفاطمة بنت قيس ( د ) ، وأم سلمة ( م 4 ) زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأم شريك ( خ م س ق ) .

                                                                          روى عنه : إدريس بن صبيح الأودي ( ق ) ، وأسامة بن زيد الليثي ( د ) ، وإسماعيل بن أمية ، وبشير بن المحرر ( د ) ، وبكير بن عبد الله بن الأشج ( م س ) ، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ( مد عس ) ، وحسان بن عطية ( ت ق ) ، والحضرمي بن لاحق ( د ) ، وخلاد بن عبد الرحمن الصنعاني ( دس ) ، وداود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي ( مد س ) ، وداود بن أبي هند ( م ) ، وزيد بن أسلم ، وزيد البصري ، وعبد الواحد بن زيد ، وسالم بن عبد الله بن عمر ( س ق ) ، وسعد بن إبراهيم ( خ ) ، وسعيد بن [ ص: 69 ] خالد بن عبد الله بن قارظ القارظي ( دس ) ، وسعيد بن يزيد البصري ( س ) ، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ( د ) ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ( خ م ) ، وصالح بن أبي حسان المدني ( ت ) ، وصفوان بن سليم ( د ت ) ، وطارق بن عبد الرحمن ( خ م د س ق ) ، وطلق بن حبيب ( مد ) ، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان ( سي ) ، وعبد الله بن القاسم التيمي ( د ) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ( ق ) ، وعبد الله بن الوليد بن قيس التجيبي ( د سي ) ، وعبد الحميد بن جبير بن شيبة ( خ م س ق ) ، وعبد الخالق بن سلمة الشيباني ( م مد س ) ، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ( مد س ق ) ، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ( م س ق ) ، وعبد الكريم بن مالك الجزري ( ق ) ، وعبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ( خ م س ) ، وعبيد الله بن سليمان العبدي ( عخ ) ، وعثمان بن حكيم الأنصاري ( س ) ، وعطاء بن رباح ، وعطاء الخراساني ( مد س ) ، وعقبة بن حريث ( س ) ، وعلي بن زيد بن جدعان ( بخ ت ق ) ، وعلي بن نفيل الحراني ( د ق ) ، وعمارة بن عبد الله بن طعمة المديني ( د ) ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب ، وعمرو بن مرة ( خ م س ) ، وعمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي ( م 4 ) ، وعمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي ، وغيلان بن جرير ، والقاسم بن عاصم ( مد ) ، وقتادة بن دعامة ( خ م ت س ق ) .، وابنه محمد بن المسيب ( مد ) ، ومحمد بن صفوان الجمحي ( س ) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ( د س ) ، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ومحمد بن عمرو بن عطاء ( م د ) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( ع ) ، ومحمد بن المنكدر ( م ) ، ومعاذ بن عبد الله بن [ ص: 70 ] خبيب ( مد ) ، ومعبد بن هرمز ( د ) ، ومعمر بن أبي حبيبة ( ت ) ، وموسى بن وردان ( ق ) ، وميسرة الأشجعي ( فق ) ، وميمون بن مهران ( د ) ، وأبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ( س ) ، ونجيح أبو معشر المدني ( ت ) ، وهاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ( خ س ق ) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ( م ق ) ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ( مد ) ، ويزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي ( د ) ، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج ( سي ق ) ، ويونس بن يوسف ( م س ق ) ، وأبو جعفر الخطمي ( د س ) ، وأبو قرة الأسدي الصيداوي ( ت ) .

                                                                          قال عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر : سعيد بن المسيب هو - والله - أحد المفتين .

                                                                          وقال عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن الزهري : إنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، يتعلم منه الأنساب وغير ذلك . قال : فسألته يوما عن شيء من الفقه ، فقال : إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب . قال ابن شهاب : فجالسته سبع حجج وأنا لا أظن أن أحدا عنده علم غيره .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، عن عمرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه ، قدمت المدينة فسألت عن أعلم أهل المدينة ، فدفعت إلى سعيد بن المسيب .

                                                                          [ ص: 71 ] وقال الواقدي ، عن خالد بن أبي عمران ، عن محمد بن يحيى بن حبان : كان رأس من بالمدينة في دهره ، المقدم عليهم في الفتوى سعيد بن المسيب ، ويقال : فقيه الفقهاء .

                                                                          وقال قتادة : ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق ، عن مكحول : طفت الأرض كلها في طلب العلم ، فما لقيت أعلم من ابن المسيب .

                                                                          وقال الأوزاعي : سئل الزهري ومكحول : من أفقه من أدركتما ؟ قالا : سعيد بن المسيب .

                                                                          وقال سليمان بن موسى : كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين .

                                                                          وقال إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب : ما بقي أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكل قضاء قضاه أبو بكر ، وكل قضاء قضاه عمر - قال إبراهيم : قال أبي : وأحسبه قال : وكل قضاء قضاه عثمان - مني .

                                                                          وقال مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب : إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد .

                                                                          [ ص: 72 ] وقال سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد : كان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتي فتيا ، ولا يقول شيئا إلا قال : اللهم ، سلمني وسلم مني .

                                                                          وقال البخاري : قال لي علي ، عن أبي داود ، عن شعبة ، عن إياس بن معاوية : قال لي سعيد بن المسيب : ممن أنت ؟ قال : من مزينة .

                                                                          قال إني لأذكر يوم نعى عمر بن الخطاب النعمان بن مقرن على المنبر .

                                                                          وقال البخاري أيضا : قال لنا سليمان بن حرب : حدثنا سلام بن مسكين ، عن عمران بن عبد الله الخزاعي ، عن ابن المسيب : أنا أصلحت بين علي وعثمان ، قلت لعلي : إنه أمير المؤمنين ، وقلت لعثمان : إنه علي ، ولو شئت أن أقول قولا لفعلت .

                                                                          وقال - أيضا - : قال لنا سليمان : حدثنا حماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير ، عن ابن المسيب ، قال : أنا أصلحت بين علي وعثمان .

                                                                          وقال عباس الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : سعيد بن المسيب قد رأى عمر ، وكان صغيرا . قلت ليحيى : يقول : ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر ؟ قال يحيى : ابن ثماني سنين يحفظ شيئا ؟ ثم قال : ها هنا قوم يقولون : إنه أصلح بين علي وعثمان ، وهذا باطل .

                                                                          [ ص: 73 ] وقال أيضا : سمعت يحيى بن معين يقول : مرسلات سعيد بن المسيب أحب إلي من مرسلات الحسن ، ومرسلات إبراهيم صحيحة ، إلا حديث تاجر البحرين ، وحديث : الضحك في الصلاة .

                                                                          وقال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل : سعيد بن المسيب ؟ فقال : ومن مثل سعيد بن المسيب ، ثقة من أهل الخير . قلت : سعيد عن عمر حجة ؟ قال : هو عندنا حجة ، قد رأى عمر وسمع منه ، وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل ؟ !

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، وحنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : مرسلات سعيد بن المسيب صحاح ، لا يرى أصح من مرسلاته . زاد الميموني : وأما الحسن وعطاء بن أبي رباح فليس هي بذاك ، هي أضعف المرسلات كلها ، كأنهما كانا يأخذان من كل .

                                                                          وقال عثمان الحارثي النحاس : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أفضل التابعين سعيد بن المسيب . فقال له رجل : فعلقمة والأسود ؟ فقال : سعيد بن المسيب ، وعلقمة والأسود .

                                                                          وقال علي بن المديني : لا أعلم في التابعين أحدا أوسع علما من سعيد بن المسيب ، نظرت فيما روى عنه الزهري وقتادة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن حرملة ، فإذا كل واحد منهم لا يكاد يروي ما يرويه الآخر ولا يشبهه ، فعلمت أن ذلك لسعة علمه ، وكثرة روايته ، وإذا قال سعيد : مضت السنة ، فحسبك به . قال علي : وهو عندي أجل التابعين .

                                                                          [ ص: 74 ] وقال الربيع بن سليمان ، عن الشافعي : إرسال سعيد بن المسيب عندنا حسن .

                                                                          وقال محمد بن أبي ركين ، عن ابن وهب : سمعت مالكا وسئل عن سعيد بن المسيب ، قيل : أدرك عمر ؟ قال : لا ، ولكنه ولد في زمان عمر ، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره حتى كأنه رآه . قال مالك : بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره .

                                                                          وقال الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد : إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب ؛ لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته .

                                                                          وقال عمرو بن دينار ، عن قتادة : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان رجلا صالحا فقيها ، وكان لا يأخذ العطاء ، وكانت له بضاعة أربعمائة دينار ، وكان يتجر بها في الزيت ، وكان أعور .

                                                                          وقال أبو زرعة : مدني قرشي ، ثقة ، إمام .

                                                                          وقال أبو حاتم : ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب ، وهو أثبتهم في أبي هريرة .

                                                                          [ ص: 75 ] ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال الواقدي : مات سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها .

                                                                          وقال أبو نعيم : مات سنة ثلاث وتسعين .

                                                                          وقال عمرو بن دينار : لما مات زيد بن ثابت قال ابن عباس : هكذا يذهب العلم . قال : فحدثت به سعيد بن المسيب ، فقال : وكذلك كان ابن عباس .

                                                                          قال : وأنا أقول : كذلك كان سعيد بن المسيب .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية