الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2369 - [ تمييز ] : سعيد بن النضر بن شبرمة الحارثي الكوفي .

                                                                          يروي عن : إسماعيل بن أبي خالد .

                                                                          ويروي عنه : ابنه أبو صهيب النضر بن سعيد بن النضر بن شبرمة الحارثي .

                                                                          ذكره ابن أبي حاتم في كتابه ، وهو أقدم من البغدادي .

                                                                          ذكرناه للتمييز بينهما ، وقد خلط بعضهم في نسب البغدادي ، فنسبه إلى شبرمة .

                                                                          وقال فيه بعضهم : الكوفي .

                                                                          وذلك وهم لا شك فيه والله أعلم .

                                                                          وأظن الوهم دخل عليهم في ذلك من الحديث الذي أخبرنا به إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال حدثنا أبو صهيب سعيد بن النضر بن شبرمة الحارثي ، قال : حدثنا موسى بن عمير ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أيما رجل آتاه الله علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " .

                                                                          هكذا وقع في هذه الرواية وهو وهم ، إنما أبو صهيب اسمه [ ص: 90 ] النضر بن سعيد بن النضر بن شبرمة الحارثي ؛ ذكره الحاكم أبو أحمد وغيره في " الكنى " ، وذكره ابن أبي حاتم في باب النون من كتابه فيمن اسمه النضر .

                                                                          وقد وقع لنا حديث آخر من رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه على الصواب .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري البغدادي المعروف بابن محرم بانتقاء أبي الحسن الدارقطني ، قال : حدثنا محمد بن عثمان ، قال : حدثنا أبو صهيب النضر بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن بكير ، عن حكم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغدير خم ، فأمر بشجرات تدعى الدوح ، فنظف ما تحتهن ، ثم أخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " .

                                                                          وهكذا رواه أبو القاسم الطبراني في مسند زيد بن أرقم ، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبي صهيب النضر بن سعيد ، على الصواب ، فدل ذلك على أن الرواية الأولى خطأ ، إما من الطبراني ، وإما ممن دونه - والله أعلم - وأبو صهيب النضر بن سعيد بن النضر بن شبرمة الحارثي الكوفي هذا من أقران أبي عثمان سعيد بن النضر البغدادي .

                                                                          ويروى - أيضا - عن الحسن بن محمد إمام المطمورة ، [ ص: 91 ] وأبيه سعيد بن النضر بن شبرمة الحارثي ، والوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني .

                                                                          ويروي عنه أيضا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي .

                                                                          وقد وقع لنا ما كتبناه ها هنا من حديثه عاليا ، ولله الحمد .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية