الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ نوعا الضبط ] قال : " ثم الضبط نوعان : ظاهر وباطن ، فالظاهر ضبط معناه من حيث اللغة ، والباطن ضبط معناه من حيث تعلق الحكم الشرعي به ، وهو الفقه ، ومطلق الضبط الذي هو شرط في الراوي هو الضبط ظاهرا عند الأكثر ; لأنه يجوز [ ص: 5 ] نقل الخبر بالمعنى ، فيلحقه تهمة تبديل المعنى بروايته قبل الحفظ ، أو قبل العلم حين سمع ، ولهذا المعنى قلت الرواية عن أكثر الصحابة ; لتعذر هذا المعنى " . قال : " وهذا الشرط وإن كان على ما بينا ، فإن أصحاب الحديث قلما يعتبرونه في حق الطفل دون المغفل ; فإنه متى صح عندهم سماع الطفل أو حضوره أجازوا روايته . والأول أحوط للدين وأولى " انتهى .

[ وحاصله اشتراط كون سماعه عند التحمل تاما ] ، فيخرج من سمع صوت غفل ، وكونه حين التأدية عارفا بمدلولات الألفاظ ، ولا انحصار له في الثاني عند الجمهور ; لاكتفائهم بضبط كتابه ، ولا في الأول عند المتأخرين خاصة ; لاعتدادهم بسماع من لا يفهم العربي أصلا كما سيأتي كل ذلك .

وقوله : " لتعذر هذا المعنى " ; أي : عند ذاك الصحابي نفسه ; لخوفه من عدم حفظه وعدم تمكنه في الإتيان بكل المعنى ، وهذا منهم رضي الله عنهم تورع واحتياط ، ولقد كان بعضهم تأخذه الرعدة إذا روى ، ويقول : ونحو ذا أو قريب من ذا ، وما أشبه ذلك ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية