الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      318 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حدثه عن عمار بن ياسر أنه كان يحدث أنهم تمسحوا وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصعيد لصلاة الفجر فضربوا بأكفهم الصعيد ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم كلها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم حدثنا سليمان بن داود المهري وعبد الملك بن شعيب عن ابن وهب نحو هذا الحديث قال قام المسلمون فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئا فذكر نحوه ولم يذكر المناكب والآباط قال ابن الليث إلى ما فوق المرفقين

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( أنهم تمسحوا ) : من التفعل ، والمسح في الوضوء هو إصابة الماء باليد ، وفي التيمم إمرار اليد بالتراب ( وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : جملة حالية ( بالصعيد ) : متعلق بتمسحوا ( فمسحوا بأيديهم ) : اليد مؤنثة وهي من المنكب إلى أطراف الأصابع ( إلى المناكب ) : جمع منكب وهو مجتمع رأس العضد ( والآباط ) : الإبط ما تحت الجناح ويذكر ويؤنث والجمع آباط ( من بطون أيديهم ) : متعلق بمسحوا أي مسحوا من بطون الأيدي لا من ظهورها . قال العلامة محمد بن إسحاق المحدث الدهلوي شيخ شيخنا : هذا قياس الصحابة في أول الأمر قبل بيان النبي صلى الله عليه وسلم فلما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا كيفية التيمم . قال البيهقي قال الشافعي في كتابه قال عمار تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم الوجه والكفين ، فكأن قوله تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم انتهى . ( المهري ) : بفتح الميم وسكون الهاء منسوب إلى مهرة بن حيدان وهو أبو [ ص: 391 ] قبيلة تنسب إليها الإبل المهرية ( ولم يقبضوا من التراب شيئا ) : لأن المقصود هو ضرب الأيدي على الصعيد من غير زيادة على ذلك وتحصل الطهارة بالضرب لا بالتغيير ( فذكر ) : أي سليمان ( نحوه ) : أي نحو حديث أحمد بن صالح ، ( ولم يذكر ) : في حديثه ( قال ابن الليث ) : هو عبد الملك بن شعيب ( إلى ما فوق المرفقين ) : أي مسحوا بأيديهم كلها إلى ما فوق المرفقين قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه وهو منقطع . عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عمار بن ياسر . وقد أخرجه النسائي وابن ماجه مختصرا من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عمار موصولا .




                                                                      الخدمات العلمية