الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1615 - وحدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن نهار بن عمار بن يحيى ، عن يعلى التيمي ، قال : حدثني عبد الملك بن خيار - ابن عم يحيى بن معين - قال : حدثنا محمد بن دينار العرقي - بساحل دمشق - قال : حدثنا هشيم ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أنس قال : بينا أنا قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غشيه الوحي ، فلما سري عنه قال لي : "يا أنس ؛ تدري ما جاءني به جبريل عليه السلام من صاحب العرش عز وجل ؟" قلت : بأبي وأمي ما جاء جبريل عليه السلام من صاحب العرش عز وجل ؟ . قال : "إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي . انطلق فادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير ، وبعدتهم من الأنصار" . قال : فدعوتهم ، فلما أخذوا مقاعدهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الحمد لله المحمود بنعمه ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرغوب إليه فيما عنده ، المرهوب من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم . ، [ ص: 2130 ] ثم إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا ، وشج به الأرحام وألزمها الأنام ، فقال تبارك اسمه وتعالى ذكره : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) فأمر الله عز وجل يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، فلكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) . ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، وأشهدكم أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي" . وكان علي رضي الله عنه غائبا ، قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بطبق فيه بسر ، فوضع بين أيدينا ثم قال : "انتهبوا" فبينا نحن ننتهب إذ أقبل علي رضي الله عنه . فتبسم إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : "يا علي إن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت ؟" فقال علي : قد رضيت يا رسول الله . ثم إن عليا رضي الله عنه مال فخر ساجدا شكرا لله عز وجل الذي حببني إلى خير البرية محمد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد خدكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب" . قال أنس : لقد أخرج منهما الكثير الطيب " .

التالي السابق


الخدمات العلمية