الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1965 - وأخبرنا أبو محمد بن ناجية ، قال : حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال : حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، قال : حدثنا عمر بن زياد الهلالي ، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق المديني ، من بني عامر بن لؤى ، [ ص: 2474 ] قال : قالت هند بنت عتبة بن ربيعة لأبيها : يا أبة إني قد ملكت أمري - قال : وذلك حين فارقها الفاكه بن المغيرة - فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي ، قال : ذلك لك ؛ قال : فقال يوما : يا بنية قد خطبك رجلان من قومك ، ولست بمسم لك واحدا منهما حتى أصفه لك .

أما الأول ففي الشرف الصميم والحسب الكريم تخالين به هوجا من عقلته ، وذلك إسجاح من شيمته ، حسن الصحبة ، سريع الإجابة ، إن تابعتيه تابعك ، وإن ملت به كان معك ، تفضين عليه في ماله ، وتكتفين برأيك عن رأيه .

وأما الآخر ففي الحسب والرأي الأريب ، بدر أرومته ، وعز عشيرته ، يؤدب أهله ولا يؤدبونه ، إن اتبعوه أسهل بهم ، وإن جانبوه توعر بهم ، شديد الغيرة ، سريع الطيرة ، صعب حجار القبة ، إن حاج فغير ميزور ، وإن نوزع فغير مقصور . قد بينت لك أمرهما كلاهما .

قالت له : أما الأول فسيد مطاع لكريمته ، مؤات لها فيما عسى إن لم تعتصم أن تلين بعد إبائها ، وتضيع تحت خبائها ، وإن جاءت له بولد أحمقت ، فإن أنجبت فعن خطأ أنجبت ، اطو ذكر هذا عني ، فلا تسمه لي [ ص: 2475 ] .

وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة إني لأخلاق هذا لوامقة ، وإني له لموافقة ، وإني لآخذ بأدب البعل مع لزومي لقبتي وقلة بلغتي ، وإن السليل بيني وبينه لحري أن يكون المدافع عن حريم عشيرته ، الذائد عن كتيبتها ، المحامي عن حفيظتها ، الزائن لأرومتها ، غير مواكل ولا زميل عند ضعضعة الحوادث . فمن هو ؟ !

قال : ذلك أبو سفيان بن حرب بن أمية .

قالت : زوجني منه ، ولا تلقني إليه إلقاء المستسلس السلس ، ولا تسمه بي سوم المعاطس الضرس ، واستخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء .


[ ص: 2476 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية