الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
597 حدثنا عبد الله بن أحمد بن خلاد القطان البصري ، حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي ، حدثنا الصعق بن حزن ، عن عقيل الجعدي ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن سويد بن غفلة ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا ابن مسعود أي عرى الإيمان أوثق ؟ قلت : الله ورسوله أعلم [ ص: 224 ] قال : أوثق عرى الإسلام : الولاية في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله ، ثم قال : يا ابن مسعود ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : أتدري أي الناس أفضل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم ، ثم قال : يا ابن مسعود قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : أتدري أي الناس أعلم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : إن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس ، وإن كان مقصرا في عمله ، وإن كان يزحف على استه زحفا ، واختلف من كان قبلكم على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرهن ، فرقة أزت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى ابن مريم عليه السلام ، فأخذوهم فقتلوهم ونشروهم [ نشروا ] بالمناشير ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ، ولا أن يقيموا بين ظهرانيهم يدعوهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم ، فساحوا في البلاد وترهبوا ، وهم الذين قال الله عز وجل : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ) الآية ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فمن آمن بي واتبعني وصدقني فقد رعاها حق رعايتها ، ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون " . لم يروه عن أبي إسحاق إلا عقيل . تفرد به الصعق .

التالي السابق


الخدمات العلمية