الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1691 - وأخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا أبو حمزة الثمالي ، عن شهر بن حوشب ، قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيح ومعه العاقب وقيس أخوه ، ومعه ابنه الحارث بن المسيح وهو غلام ، ومعه أربعون جبارا فقال : يا محمد كيف تقول في المسيح ؟ فوالله إنا لننكر ما تقول ، فأوحي إليه ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ) . . . إلى آخر الآية . قال : فنخر نخرة إجلالا له : ما تقول ؟ ! بل هو الله . فأنزل الله عز وجل : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) الآية . قال : فلما سمع ذكر الأبناء غضب ، فأخذ بيد ابنه فقال : هات لهذا كفوا . قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ، ثم دعا الحسن والحسين وعليا وفاطمة رضي الله عنهم ، فأقام الحسن عن يمينه والحسين عن يساره ، وعليا وفاطمة إلى صدره وقال : "هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا ، فائتنا لهم بأكفاء" . قال : فوثب - يعني أخاه العاقب - فقال : إني أذكرك الله أن تلاعن هذا الرجل ، فوالله لئن كان كاذبا ما لك في ملاعنته خير ، ولئن كان صادقا لا يحول الحول ومنكم نافخ صرفه أو صرف [ ص: 2204 ] - شك عبيد الله - قال : فصالحوه كل الصلح ورجع" .

التالي السابق


الخدمات العلمية