الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      غلام الخلال

                                                                                      الشيخ الإمام العلامة شيخ الحنابلة أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد البغدادي الفقيه ، تلميذ أبي بكر الخلال .

                                                                                      ولد سنة خمس وثمانين ومائتين .

                                                                                      وسمع في صباه من محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وموسى بن هارون ، والفضل بن الحباب الجمحي وجعفر الفريابي ، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء ، والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه ، وجماعة . وقيل : إنه سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ولم يصح ذلك .

                                                                                      حدث عنه أحمد بن الجنيد الخطبي ، وبشرى بن عبد الله الفاتني ، وغيرهما .

                                                                                      وروى عنه بالإجازة أبو إسحاق البرمكي .

                                                                                      وتفقه به ابن بطة ، وأبو إسحاق بن شاقلا ، وأبو حفص العكبري ، وأبو الحسن التميمي ، وأبو حفص البرمكي ، وأبو عبد الله بن حامد .

                                                                                      [ ص: 144 ] وكان كبير الشأن ، من بحور العلم ، له الباع الأطول في الفقه .

                                                                                      ومن نظر في كتابه " الشافي " عرف محله من العلم لولا ما بشعه بغض بعض الأئمة ، مع أنه ثقة فيما ينقله .

                                                                                      قال أبو حفص البرمكي : سمعته يقول : سمع مني شيخنا أبو بكر الخلال نحوا من عشرين مسألة ، وأثبتها في كتبه .

                                                                                      قال القاضي أبو يعلى : كان لأبي بكر عبد العزيز مصنفات حسنة منها : كتاب " المقنع " وهو نحو مائة جزء ، وكتاب " الشافي " نحو ثمانين جزءا ، وكتاب " زاد المسافر " وكتاب " الخلاف مع الشافعي " وكتاب " مختصر السنة " وروي عنه أنه قال في مرضه : أنا عندكم إلى يوم الجمعة ، فمات يوم الجمعة ، ويذكر عنه عبادة ، وتأله ، وزهد ، وقنوع .

                                                                                      وذكر أبو يعلى أنه كان معظما في النفوس ، متقدما عند الدولة ، بارعا في مذهب الإمام أحمد .

                                                                                      قلت : ما جاء بعد أصحاب أحمد مثل الخلال ، ولا جاء بعد الخلال مثل عبد العزيز إلا أن يكون أبا القاسم الخرقي .

                                                                                      قال ابن الفراء : توفي في شوال سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وله ثمان وسبعون سنة ، في سن شيخه الخلال ، وسن شيخ شيخه أبي بكر المروذي ، وسن شيخ المروذي الإمام أحمد .

                                                                                      وفيها مات جمح بن القاسم المؤذن بدمشق ، وأبو بكر محمد بن أحمد الرملي ابن النابلسي الشهيد ، وأبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري ، والحافظ أبو العباس محمد بن موسى السمسار ، ومظفر [ ص: 145 ] بن حاجب الفرغاني بدمشق ، وأبو حنيفة النعمان بن محمد قاضي العبيدية ، صنف كثيرا في الزندقة ، ونحلة الباطنية .

                                                                                      أخبرنا المؤمل بن محمد البالسي وغيره إذنا ، قالوا : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، حدثنا أحمد بن الجنيد الخطبي ، حدثنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، حدثنا علي بن طيفور ، حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد الوارث ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خيركم من تعلم القرآن وعلمه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية