الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      جهور بن محمد بن جهور

                                                                                      الرئيس أبو الحزم القرطبي الوزير ، من بيت رئاسة ووزارة ، من دهاة الرجال وعقلائهم ، دبر أمر قرطبة ، واستولى عليها ، لكنه من عقله لم يتسم بالإمرة ، ورتب البوابين والحشم على باب القصر ، ولم ينتقل من بيته ، وأنفق [ ص: 140 ] في الجند الأموال ، وأقام العمال ، وفرق العدد على العامة .

                                                                                      وكان على طريقة الرؤساء الصالحين ، فاستمر أمر الناس معه مستقيما إلى أن توفي في صفر ، سنة خمس وثلاثين وأربعمائة .

                                                                                      فقام بعده ابنه الرئيس أبو الوليد محمد بن جهور ، فجرى في السياسة على منهاج أبيه سواء ، وبقي كذلك مدة سنين .

                                                                                      وكان والده أبو الحزم من كبار العلماء روى عن أبي عبد الله بن مفرج ، وخلف بن القاسم ، وعباس بن أصبغ ، وجماعة . روى عنه : محمد بن عتاب ، وغيره .

                                                                                      وكان من صغار وزراء دولة ابن أبي عامر .

                                                                                      وكان يقول : أنا ممسك أمر الناس إلى أن يتهيأ لهم من يصلح للخلافة . فاستقل بالسلطنة ، واستراح من اسمها ، وكان يجعل ارتفاع الأموال ودائع عند التجار ومضاربة .

                                                                                      وكان يعود المرضى ، ويشهد الجنائز وهو بزي الصالحين ، وله هيبة عظيمة ، وأمر مطاع ، عاش إحدى وسبعين سنة .

                                                                                      وأما ابنه :

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية