الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      مسعود بن ناصر

                                                                                      ابن أبي زيد عبد الله بن أحمد ، الإمام المحدث ، الرحال ، الحافظ أبو سعيد السجزي الركاب .

                                                                                      سمع من : علي بن بشرى ، وطائفة بسجستان ، ومن محمد بن [ ص: 533 ] عبد الرحمن الدباس ، ومنصور بن محمد بن محمد الأزدي بهراة ، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي ، وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان ، وعمر بن مسرور ، وطبقتهم بنيسابور ، وأبي طالب بن غيلان ، وبشرى الفاتني وأبي محمد الخلال ببغداد ، ومن أبي بكر بن ريذة بأصبهان . وجمع فأوعى ، وصنف الأبواب .

                                                                                      حدث عنه : محمد بن عبد العزيز العجلي المروزي ، وعبد الواحد بن الفضل الطوسي ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق ، وأبو الأسعد بن القشيري ، وخلق ، وأبو بكر الخطيب ، وهو من شيوخه ، وسمع منه شيخه الصوري .

                                                                                      قال الدقاق : ولم أر في المحدثين أجود إتقانا ولا أحسن ضبطا منه .

                                                                                      وقال زاهر الشحامي : كان مسعود السجزي يذهب إلى القدر ، ويقرؤها : " فحج أدم موسى " بنصب أدم .

                                                                                      مات مسعود بنيسابور في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربعمائة وصلى عليه إمام الحرمين أبو المعالي ، ووقف كتبه ، وكانت كثيرة نفيسة متقنة . [ ص: 534 ]

                                                                                      قال عبد الغافر بن إسماعيل : كان متقنا ، ورعا ، قصير اليد ، زجى عمره كذلك إلى أن ارتبطه نظام الملك ببيهق ثم بطوس للاستفادة .

                                                                                      قال أحمد بن ثابت الطرقي سمعت ابن الخاضبة يقول : كان مسعود قدريا ، سمعته يقرؤها : فحج أدم موسى . بالنصب .

                                                                                      وقال المؤتمن الساجي : كان يرجع إلى هداية وإتقان وحسن ضبط .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا يوسف بن خليل ، أخبرنا مسعود بن أبي منصور ، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا مسعود بن ناصر ، أخبرنا عثمان بن محمد بن أحمد النوقاني ، أخبرنا أبي أبو عمر ، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الخياط ، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين ، حدثنا أبو عتاب ، حدثنا أحمد بن محمد بن دينار النيسابوري ، عن أزهر السمان ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : تفكهوا ، وكلوا البطيخ ، فإن حلاوته من الجنة [ ص: 535 ] هذا باطل ، ما تفوه به أزهر قط .

                                                                                      قال عبد الغافر : انتقل مسعود في آخر عمره إلى نيسابور ، وكان على كبر سنه يطوف على المشايخ ، ويكتب ، وينفق ما يفتح له على الطلبة ، وفوائده من الأخبار والحكايات والأشعار في سفائنه لا تحصى ، فقد عددنا في كتبه قريبا من ستين مجموعا من التواريخ ، سوى سائر الأجناس ، وكان يكتب بخط مستقيم ، ويورق ببغداد وأصبهان ، وقف كتبه في مسجد عقيل .

                                                                                      قال السمعاني : سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن مسعود بن ناصر ، فقال : حافظ ، سمع الكثير .

                                                                                      ولأسعد الزوزني :

                                                                                      بمسعود بن ناصر اشتملنا على عين الحديث بغير ريب     إذا ما قال : حدثنا فلان
                                                                                      فذا الإسناد حق غير ريب     وما إن زرته إلا خفيفا
                                                                                      فيصبح مثقلا كمي وجيبي     ولو أني ظفرت به شبابي
                                                                                      غنيت عن التردد وقت شيبي

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية