السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة وأبلغ من العمر 31 سنة، لدي طفل واحد، أعاني من وجود كيس على المبيض الأيمن بحجم 10سم أو أكثر، وأجلت إجراء العملية بسبب خمول الغدة الدرقية، وبالنسبة لتحليل trh = 16.5، أخبرني الطبيب بضرورة تنظيم الهرمون، ووصف لي الثايروكسين.

أنا سيدة عصبية جدا، وأغضب لأتفه الأمور، وأغار غيرة شديدة على زوجي، وأشعر أنني سوف أخسره بسبب كثرة المشاحنات بيننا، إضافة إلى أنني سيدة ثرثارة، وأعاني من الأرق منذ طفولتي وما زال مستمرا معي، كيف أتخلص من الأرق والقلق والعصبية؟ وهل هناك علاقة بين كسل الغدة والعصبية؟ فعندما أفقد أعصابي أبدأ بالتكسير وتمزيق ملابسي من جسدي، وأكره سماع الأصوات العالية أثناء ذلك، وأتحسس من الضوء -فقط أثناء العصبية.

وأخيرا: هل أستطيع لعب بعض التمرينات إلى أن يحين موعد العملية، حجم الكيس 10 في 7.7، ويحتوي على مائع، ولم يحددوا إن كان دما أو ماء.

وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للكيس المبيضي الذي شخص لك, فإن حجمه يعتبر كبيرا نسبيا, وعلاجه يجب أن يتم بطريقة جراحية, ومن الجيد بأنه قد تم اتخاذ مثل هذا القرار من قبل الطبيب المتابع لحالتك, ويجب أن يتم إجراء العملية بعد استقرار وظيفة الغدة الدرقية مباشرة، وبدون تأخير -بإذن الله تعالى-.

ومن المهم جدا إرسال محتويات الكيس، وعينة من جدرانه إلى الفحص النسجي, وذلك للتعرف على نوع الكيس، وإمكانية نكس الحالة -لا قدر الله-.

بالنسبة للرياضة, فلا ننصح في هذه الفترة بممارسة أي رياضة تؤدي إلى ارتفاع الضغط في داخل البطن, حتى لا يتعرض الكيس للتمزق، وتصبح الحالة إسعافية -لا قدر الله- وبما أن أكثر الرياضات تتطلب الشد على عضلات الجسم, وبالتالي قد تسبب زيادة الضغط في جوف البطن, فنصيحتي لك هي بتأجيل ممارسة الرياضة كليا في هذه الفترة بالذات, وذلك كنوع من الاحتياط والأخذ بالأسباب.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أن حالة العصبية والتوتر وسرعة الانفعال التي تعانين منها هي جزء من البناء النفسي لشخصيتك، أي أن شخصيتك شخصية قلقة انفعالية، والإنسان لابد أن يكون رقيبًا على نفسه خاصة فيما يتعلق بسلوكياته السلبية والتي قد تؤدي إلى صعوبات كبيرة في علاقاته الاجتماعية، مجرد تذكر ذلك والإصرار على التغيير يتغير الإنسان، وتذكري -أيتها الفاضلة- إذا انفعل شخص في وجهك أو أمامك قطعًا هذا سوف يكون أمرًا غير مقبول بالنسبة لك، فيجب أن تضعي نفسك في مكان ذاك الشخص.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- نصحنا ألا نغضب فقال: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب)، ومن أفضل العلاجات النبوية للانفعالات السلبية والاندفاع والغضب هي أن الإنسان حين يستشعر البدايات الأولى للانفعال أو للغضب يجب أن يُغير وضعيته، إذا كنتِ جالسة قفي، وإذا كنت واقفة اجلسي، وإذا كنت جالسة فاضجعي، وابدئي بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واتفلي عن شمالك ثلاثًا تفْلاً يسيرًا، لا تبصقي أو تبزقي إنما تفلاً خفيفًا على يسارك ثلاثًا... هذا التغيير في وضع الجسد والاستعاذة والتفل وُجد أنه يمتص الكثير من الانفعالات والغضب، وهذا يعتبر نوعًا من صرف الانتباه العظيم جدًّا.

ويا حبذا لو جربتِ توضأت كتكملة لعلاج الغضب، وبعد ذلك صلي ركعتين. الوضوء يُطفئ نار الغضب، والصلاة تأتي بالطمأنينة.

فأريدك أن تُجربي هذا العلاج النبوي ولو لمرة واحدة، بعد ذلك سوف يرسخ في وجدانك وكيانك وعقلك، ومتى ما غضبتِ سوف يحدث استرجاعه واستذكاره، وهذا مفيد جدًّا كما أفادني الكثير من الذين جربوا هذا العلاج النبوي.

من المهم جدًّا -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تُعبري عن ذاتك، ألا تحتقني، ألا تكتمي، والغيرة عليك بتحقيرها، وأن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، هي بالفعل من الشيطان، وحاولي أن تكوني إنسانة فاضلة وطيبة ورؤومة وحنونة مع زوجك، كوني امرأة ذكيّة، وتعلمي كيف تحفظي زواجك.

بالنسبة لعجز الغدة الدرقية -أيتها الفاضلة الكريمة-: يُسبب انعكاسات سلبية على الصحة النفسية للإنسان، فقد يُسبب القلق، قد يُسبب المزاج الاكتئابي، والاكتئاب في بعض الأحيان يتمثّل في شكل عصبية، وأيضًا عجز الغدة الدرقية ربما يُضعف التركيز. ما قمتِ به من تلقي العلاج له -وهو الثيروكسين- هذا أمرٌ ممتاز، لكن عليك بالمتابعة مع طبيب الغدد، وذلك حتى تصلي للجرعة الصحيحة والتي يمكن أن تستمري عليها كجرعة وقائية.

وجود الكيس الموجود على المبيض الأيمن سوف يُحسم إن شاء الله جراحيًا، ولا تنزعجي له، وأفادتك -الأخت الدكتورة رغدة عكاشة- في هذا الخصوص.

التمارين الاسترخائية والتمارين الرياضية تُساعد كثيرًا في علاج القلق والتوترات. وتعلمي الصبر؛ لأن هذا يُوقف الثرثرة، وإذا استطعت أن تقابلي طبيبًا نفسيًا فهذا سوف يكون أمرًا طيبًا وجميلاً، لأنك في حاجة لأحد مضادات القلق والتوتر، وهنالك أدوية كثيرة جدًّا، أتركُ ذلك للطبيب المعالج ليختار ما يناسب من أدوية بالنسبة لك..

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.