الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فترة لأخرى من تشتت بالانتباه والتركيز والسرحان، فما سبب ذلك؟

السؤال

سؤالي للدكتور/ محمد عبد العليم.

عمري 28سنة, أعاني مؤخرا من كثرة التفكير السلبي والإحباط، وتداخل الأفكار، وإحساس بالفشل (في أمور تتعلق بمستقبلي المهني, والندم على بعض القرارات, أو عدم استغلال الفرص, وتشاؤم من المستقبل, وقلق من تقدم السن بدون زواج), حتى أصبحت أسرح طول الطريق من العمل للبيت والعكس, حتى في أوقات العمل بسبب أوقات الفراغ الكثيرة, وفجأة شعرت بشيء غير طبيعي: كتشتت في الذهن والتركيز، لكني في اليوم التالي أصبحت أفضل، ولكن في الأسبوع الذي بعده عادت نفس الحالة، ولكن زاد القلق حتى خشيت أن أصاب بالجنون، وبدأت الوساوس من أن أصاب بمثل مرض والدي؛ حيث أصيب بجلطة بالدماغ، مما نتج عنها ضعف في الذاكرة.

ذهبت لطبيب وصف لي: T`Cipralex: نصف قرص لمدة أسبوع، ثم قرص كامل لأسبوع آخر، -cerebromap: قرصا كل 12 ساعة، لكن بالنسبة للـ cerebromap قررت أخذ قرص واحد في اليوم بالليل؛ لأنه يسبب النوم، وأنا الآن في اليوم الثامن.

أعرف أني أعاني من قلق واكتئاب, وأنتظر تأثير الcipralex, لكن مشكلتي الأساسية حاليا هي حالة التشتت وعدم التركيز التي تحدث على فترات, أيضا الخمول، خصوصا أنني أول أمس بدأت يومي صباحا, بتفاؤل بعض الشيء, ثم بعد ذلك في منتصف اليوم حدثت حالة من الخمول، والرغبة في النوم، وعدم التركيز والتشتت بدون سبب, وهذا بالطبع أدى إلى القلق والخوف مرة أخرى, رغم أني كنت جالسا بين أقاربي وهم يتحدثون, وأنا أشعر بالتشتت وعدم التركيز، والاستيعاب جزئي لما يقولونه، ثم انصرفت لكثرة الضجيج والرغبة في النوم)، على عكس أمس بدأت يومي صباحا بخوف وقلق, ثم تعدلت حالتي شيئا فشيئا إلى آخر اليوم.

واليوم بدأت اليوم بتفاؤل، وشعرت بأنني أصبحت طبيعيا جدا, حتى فكرت أني يجب أن أكمل الدواء, لكن في منتصف اليوم شعرت بنفس الشيء، هل هو قله تركيز، أو تشتت، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تأثير الدواء، أو مجرد وهم), لكن الشيء الثابت أن بعدها يحدث قلق شديد وخمول ورغبة في النوم (الهروب).

وأخيرا أود شكرك، حيث إن إجاباتك أوجدت شيئا لدي من الطمأنينة بداخلي وثقة في علمك، فهل توجد وسيلة للتواصل الصوتي مع حضرتك؟

بارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك أخي على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع.

بكل أسف لا توجد وسيلة بالصوت، وذلك نسبة لكثرة المشاغل، وعمومًا أسأل الله لك العافية، وإن شاء الله تعالى مشكلتك ليست كبيرة، فأنت تتحدث عمَّا تعانيه من تشتت ذهني، وعدم القدرة على التركيز، وشعور بالخمول، وربما ضعف في الدافعية في بعض الأحيان، وأشعر أن هذا كله سببه أنك تعاني من شيء من قلق المخاوف مصحوبًا بأعراض اكتئابية بسيطة، وهذا نوع من عُسر المزاج وليس أكثر من ذلك.

أنا أعتقد أن تغيير نمط الحياة أو أن تجعل حياتك أكثر كفاءة خاصة في النطاق الاجتماعي والنفسي هذا سيكون جيدًا بالنسبة لك، أن تكون إيجابي التفكير، أن تتذكّر دائمًا إنجازاتك وحبك لعملك، وأن تتجنب الإجهاد النفسي والجسدي، وذلك من خلال أن تمارس الرياضة بانتظام، وأن تنام ليلاً، النوم الليلي المبكّر ممتاز جدًّا لتوفير وتجديد الطاقات النفسية والذهنية وكذلك الجسدية، وعليك – أخي الكريم – بالتواصل الاجتماعي فهو مهمٌّ جدًّا ووسيلة لأن يحس الإنسان بقيمة ذاتية خاصَّة.

قراءة القرآن بتدبُّر والدعاء بتفكّرٍ وتأمُّل ويقينٍ صادق في الإجابة فيه خير للإنسان، الصلاة الخاشعة لا مثيل لها أبدًا في راحة النفس.

أخي الكريم: لا تقلق حول المستقبل، فأنت الحمد لله تعالى لك دور إيجابي في الحياة، لديك عمل، قابليتك للتطور المهني موجودة، لا تخف أبدًا من الأمراض، وما حدث لوالدك ليس مرضًا وراثيًا مُخيفًا أبدًا. عش حياة صحيّة، نظِّم وقتك، نظِّم طعامك، كما ذكرتُ لك النوم الليلي مفيد جدًّا ومُريح جدًّا. فاجعل حياتك حياة إيجابية.

أمَّا بالنسبة للدواء: السبرالكس دواء جيد ودواء ممتاز، وفعاليته تظهر دائمًا في الأسبوع الثالث لأكثر الناس، لا تتأخر هذه الفعالية نسبيًا، فاصبر عليه، وتناوله حسب ما وصفه لك الطبيب، ولا بد أن تكون منتظمًا في تناول الجرعة، هذا مهمٌّ جدًّا.

أخيرًا: أشكرك – أخي – على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:49 AM
  • الظهر
    11:34 AM
  • العصر
    03:03 PM
  • المغرب
    05:57 PM
  • العشاء
    07:27 PM