الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اللوكستانيل والسيبرالكس لم تفدني في علاج القلق والاكتئاب!

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من قلق واكتئاب شديد، ذهبت إلى طبيب وكتب لي لوكستانيل لمدة أسبوعين، وسيبرالكس لمدة شهر، في أول أربعة أيام نصف حبة، وبعدها زيادة الجرعة إلى حبة، وريميرون نصف حبة لمدة شهر.

الآن أستعملها منذ 15 يوماً، ولم ألاحظ أي تحسن، مع العلم أن الآلام شديدة بالمعدة في الجزء السفلي، - وأكرمكم الله وأكرم كل قارئ - عندما أتغوط تنمل الرجل اليسرى كلياً، وأنا الآن أشعر بكآبة شديدة، وكنت أعاني من صعوبات في النوم، وأخاف إذا تركت اللوكستانيل ألا أنام.

كذلك أشعر بتوتر شديد، وفي بعض الأحيان أو أغلبها أشعر ببرودة الأطراف، وبرودة شاملة في الجسم، والشد على الأسنان يعذبني، فماذا أفعل؟

ذهبت إلى طبيب آخر، ووصف لي زيبريكسا (5 مج) وأزيد السيبرالكس حبتين، فلم أفعل، مع أني كنت على علاقة غير شرعية قبل الزواج وتركتها.

كذلك أشعر بخوف شديد وأفزع حينما يرن الهاتف، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مكتئب وحائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولاً: الحمد لله تعالى أنك قد أوقفت هذه العلاقة غير الشرعية، ولا بد يا أخي الكريم أن تكمل كل شروط التوبة، ومنها الندم، واستر على نفسك، واسأل الله تعالى أن يغفر لك.

الأمر الثاني: أنت ذكرت أنك تعاني من قلق واكتئاب شديد، أرجو أن لا تركز على كلمة (شديد) هذه، لأن الإنسان إذا أقنع نفسه بأن علته - خاصة في أمراض الاكتئاب - شديدة، هذا في حد ذاته يعطل كثيرًا الآليات العلاجية.

أخي الكريم: أنا ألاحظ أنك تعبر بصورة جيدة، وهذا يدل على أن مقدراتك المعرفية وحتى مزاجك ليس فيه الإطباق الشديد والكدر السلبي، فكن متفائلاً، حتى حيال هذا الاكتئاب وحيال هذا القلق، وكن حريصًا دائمًا أن تتذكر الأشياء الجميلة والطيبة في حياتك، وهي كثيرة جدًّا.

الأمر الثالث هو أن الأدوية تحتاج إلى الصبر في تناولها والالتزام بجرعتها، ولا بد أن تكون مدة العلاج صحيحة، وما دام التشخيص هو الاكتئاب النفسي مع القلق فأنا أعتقد أن عقار سبرالكس ومعه ريمارون هي أدوية كافية جدًّا، الريمارون يعرف عنه أنه ممتاز ويحسن النوم بدرجة كبيرة، ويزيل هذا الاكتئاب، وفعالية السبرالكس أيضًا معروفة ومضمونة لإزالة القلق والمخاوف والوساوس وكذلك الاكتئاب.

أنا حقيقة أؤيد الطرح الذي عرضه عليك الطبيب، وبالنسبة للوكستونين لا شك أنني أنصحك بالتوقف عنه بالتدرج, لا تخف أبدًا فيما يخص النوم، فالريمارون سوف يكون كافيًا، ونحن ننصح بعدم تناول اللوكستونين؛ لأنه لا يعالج الاكتئاب بل ربما يزيده، كما أنه دواء تعودي في نفس الوقت، ومعظم الأبحاث العلمية تنصح بأن لا يتم استعمال هذا الدواء أكثر من ستة أسابيع، فكن حذرًا في هذا السياق.

بالنسبة لعقار زبركسا، لا بد أن يكون الطبيب الذي وصفه لك لديه رؤية معينة، وأنا بكل أمانة وصدق لا أعرف لماذا أضافه الطبيب، لأنه دواء ممتاز ولكن يعالج أمراضاً أخرى وليس حالتك هذه، لكن ربما يكون الطبيب قد أعطاه لك من أجل تحسين النوم، وهنالك أيضًا أطباء يصفون عقاراً يعرف باسم (سوركويل/ كواتبين) بالرغم من أنه دواء يستعمل لعلاج أمراض مثل مرض الفصام والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن وجد أنه فعال جدًّا لعلاج القلق والاكتئاب حين يُعطى بجرعات صغيرة مثلاً خمسة وعشرين مليجرامًا في اليوم، ويتم تناولها ليلاً، وأعتقد أن التواصل مع الطبيب فيما يخص الأدوية وتنظيمها وترتيبها أمر لا بد منه.

الأعراض الأخرى مثل التنميل الذي يظهر في الأطراف، وكذلك التنميل الذي يكون في الرجل اليُسرى حين تقضي حاجتك، هذا غالبًا يكون من طبيعة الجلوس عند قضاء الحاجة، قد يكون هنالك ضغط بسيط على العصب يحدث، وهذا قد يؤدي إلى هذا التنميل، فحاول أن تغير طريقة جلستك، وإذا استمر الأمر أنصحك بالطبع لعمل بعض الفحوصات التي قد تتطلب إجراء صور للظهر وكذلك تخطيط لعصب الرجل، ولا أرى أهمية في هذه اللحظة، لكن هذه مجرد افتراضية مستقبلية إذا لم تتحسن الأمور.

الأعراض الجسدية الأخرى كلها ناتجة من القلق، ويعرف أن القلق يؤدي إلى أعراض جسدية كثيرة، وهذه يا أخي يتم التغلب عليها من خلال ممارسة الرياضة، فالرياضة جيدة جدًّا تبعث طاقات جديدة، وتزيل الآلام وكذلك تنميل الأطراف، والذي يحدث هو أن الدورة الدموية تتحسن عند الإنسان وكذلك يحدث إفراز مواد كيميائية تسمى بالإندرفين والإنكفالين، وهذه يعرف عنها أنها تزيل الآلام وتجعل الجسد في حالة استرخاء وانبساط وهي أيضًا شارحة للنفس.

النوم يمكن أن يحسن من خلال آليات أخرى كثيرة، من أهمها تجنب النوم النهاري، عدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، تثبيت وقت النوم ليلاً، ممارسة الرياضة، الحرص على أذكار النوم.

حالتك - إن شاء الله تعالى - سوف تستجيب للعلاج الدوائي، وخذ بالإرشادات التي ذكرناها، وحالة الفزع التي تأتيك عندما يرن الهاتف، هذا جزء من القلق، وهي عادة مكتسبة وعليك تجاهلها، - وإن شاء الله - سوف تنتهي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:40 AM
  • الظهر
    11:32 AM
  • العصر
    03:01 PM
  • المغرب
    06:01 PM
  • العشاء
    07:31 PM