الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالسكر، فهل يعني أن ذلك وراثة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري 20 عاماً، قبل شهر عانيت فجأة من هبوط بالسكر بدون سابق إنذار، كنت أشعر عند بداية الأكل بدوخة وخمول شديد وتعرق وعصبية وتوتر ونبضات قلبي تزيد.

ذهبت إلى الطبيب فقاس لي مستوى السكر، وتبين أنه 63، أوصاني الطبيب بالراحة والانتظام بالأكل، اختفت الحالة يومين ثم رجعت لي بشكل أقوى، أصابني خمول غير طبيعي وتعب ودوخة وتوتر، ذهبت إلى الطبيب فقاس لي السكر، وتبين أنه في حدود 40، أسرع بنقلي إلى الطوارئ، وزاد لي نسبة المغذي، وأخذ مني عينة دم لفحصها -ولله الحمد- لم يظهر أي شيء، أكد لي أن سبب هبوط السكر هو قلة الأكل.

وأنا فعلاً أحياناً أكتفي بوجبة واحدة في اليوم، أشعر بفقدان الشهية، وهذا الشيء أتعبني، وأيضاً أنا قليلة الحركة، فمنذ استيقاظي من النوم حتى الرجوع للنوم مرة أخرى وأنا أقضي ثلاثة أرباع وقتي على الفراش دون حراك، وأيضاً لدى عائلتي تاريخ مرضي وهو السكر.

الطبيب لم يصف لي أي علاج، وإنما اكتفى بنصائح في المحافظة على الأكل الجيد، وجلست شهرا ولم أشعر بشيء -والحمد لله- لكن منذ يومين شعرت بأعراض بسيطة وألم في الساقين.

ما أمرّ فيه أتعبني نفسياً، حتى أصبحت أفكر بترك دراستي -أنا جامعية-، انصحني ببعض التمارين اليومية، والوجبات الصحية، لفتح شهيتي أو للأكل اليومي، وهل من الضروري أن إصابتي بالسكر هو وراثة؟ وهل حبوب موسيجور فاتحة الشهية جيّدة لحالتي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة؛ فإنك تعانين من نوبات نقص سكر الدم، مع قصة عائلية للإصابة بالداء السكري، وفي هذه الحالة؛ يُنصح بالمتابعة مع طبيب مختص بأمراض السكر، وإجراء دراسة موسعة للحالة.

وإن من أهم أسباب نقص سكر الدم: الصيام الطويل، وتناول الاسبرين عند الأطفال، وشرب الكحول عند الكبار، كما يحدث نقص سكر الدم عند النساء في بداية الحمل.

كما تحدث حالات من نقص الدم بعد وجبة الطعام بحوالي ساعتين، وهي الحالة التي تسمى بنقص سكر الدم الارتكاسي، وفي هذه الحالة يُنصح هؤلاء المرضى بتجنب الوجبات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات.

كما تحدث حالات من نقص سكر الدم نتيجة نقص هرمون النمو؛ مما يؤدي لزيادة حساسية الجسم للأنسولين، وهذه الحالة تحدث عند الأطفال والمراهقين.

كما أنه في حالات نادرة يحدث نقص سكر الدم نتيجة بعض الأورام في بعض الغدد، مما يؤدي لإفراز هرمونات مشابهة للأنسولين.

لذا؛ أنصحك بالمتابعة مع طبيب مختص بأمراض السكر، وإجراء الدراسة الموسعة اللازمة لمعرفة سبب نقص سكر الدم لديك، مع الالتزام بالحمية التي نصحك بها الطبيب.

وإليك لمحة موجزة عن الداء السكري: من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم العربي، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو الذين لديهم بدانة، هم أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري من غيرهم، وهؤلاء من الأفضل لديهم مراقبة سكر الدم كل فترة 6 شهور تقريباً للتأكد من عدم الإصابة، والخلل الرئيسي في الداء السكري هي: إما بنقص الأنسولين، وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر في الدم، أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.


أنواع الداء السكري:

• الداء السكري نمط1، ويسمى أيضاً السكري الشبابي. ويحدث عادةً قبل سن الــ 40، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، وهذا يترافق عادة مع أعراض شديدة؛ من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالاحمضاض الكيتوني؛ حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يُعالج فقط بالأنسولين، دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

• الداء السكري نمط2، وهذا النوع عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خللٌ في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس.

وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.


أهم أعراض الداء السكري: زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع، وكما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط 1 حدوث حالات الاحمضاض الكيتوني والتي تؤدي للتعب العام وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية، وتحتاج للعلاج في المشفى.


تشخيص الداء السكري: ويكون بتحليل سكر الدم؛ إما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ / 100 ملليتر، فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180 - 200 ملغ / ملليتر، فهذا أيضاً يثبت التشخيص.


وأهم النصائح في الداء السكري: هي بمحاولة ضبط الحمية؛ بالاعتماد أكثر على الخضار المطبوخة، والتخفيف من السكريات، والدهون والدسم، وتناول كمية معتدلة من البروتينات، وممارسة الرياضة اليومية إن أمكن، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب، لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها -بإذن الله-.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:45 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM