الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي العديد من المشاكل، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وباركته.

أنا شاب عمري 27 سنة، أجد صعوبة في المواظبة على الصلاة، أحيانا تسير أموري على أفضل ما يرام، الحمد لله وأصلي وأصوم وأقرأ يوميا القرآن، وفجأة ينقطع كل شيء.

ليست هذه المشاكل الوحيدة، أعاني أيضا في عملي، أجد صعوبة في الذهاب لعملي بالرغم من أني كنت موظفا مثاليا، أجد صعوبة في كل شيء في عملي، وأعلم أنني الشخص الوحيد الذي يجلب هذه المصاعب لنفسه، لا أستطيع التركيز، لا أستطيع تذكر الأشياء، عندما يكون لدي عمل أتكاسل، ويصبح هناك غم على القلب، ولا أريد الذهاب، علما بأن حياتي فجأة أصبحت هكذا -والعياذ بالله- كابوس.

كنت أنوي الخطبة والزواج، ولكنه توقف، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

لقد تم النصب علي، وأصبحت مديونا للناس، وبعد مدة حدثت مشاكل في العائلة مما أدى إلى تركنا لمنزلنا، فأصبحت أعاني من الصداع الدائم، وآخذ 4 حبات من المسكن ولا يذهب الألم.

والدتي أعطتني ماء قرئ فيه، وفي مدة لا تتعدى الخمس دقائق أصبح الألم شديدا، وتغير لون وجهي بين أحمر وأسود، مع الكثير من الدموع، والأصدقاء والجيران دائما ينصحونني بالذهاب إلى شيخ، فهم يعتقدون بأن هناك مشكلة.

شكرا جزيلا مقدما على نصائحكم، وجزاكم الله عني وعن الجميع كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

لفت نظرنا وضعك لعنوان سؤالك:(لدي العديد من المشاكل)! وقد تساءلت في نفسي: من منا ليس لديه العديد من المشاكل؟

لو سألت أي شخص بجوارك: هل لديك مشاكل في حياتك؛ فسيبدأ بسردها لك على الفور-غالبا- لذلك فأول قانون في الحياة علينا أن نضعه نصب أعيننا دوما هو أن المشاكل مكون أساسي من مكونات الحياة، والمكان الوحيد الذي لا مشاكل فيه هو الجنة فقط، يقول الله عز وجل: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ﴾ أي في مكابدة ومعاناة، وهذا جزء من مفهوم التكليف في الشريعة الإسلامية، حيث كلفنا بعمارة الأرض، وعبادة الله تعالى، وما يتبع ذلك من مشاق وتكاليف، وصبر على لأواء الحياة وشدتها، وتعب العبادات ومعاناتها.

عندما نجعل هذه الحكمة نصب أعيننا ونحن سائرون في هذه الحياة، فمهما أصابنا من شدائد وابتلاءات سيكون وقعها خفيفا على نفوسنا، بل نتعبد الله تعالى بالضراء كما نتعبده بالسراء، فعبادة الضراء الصبر، وعبادة السراء الشكر.

أما ما يتعلق بخصوص نشاطك للصلاة والصوم أحيانا وانقطاعك أحيانا أخرى، فلا بد أن تعلم-أيضا- بأننا بشر ولسنا أجهزة آلية، لذلك من الطبيعي أن يصاب المسلم بالملل والفتور في بعض العبادات، لكن ينبغي عليه أن يحافظ على أداء القدر الواجب من هذه العبادة حتى لا يقع في الإثم، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِكُلِّ عملٍ شِرَّةٌ، ولِكُلِّ شرَّةٍ فَترةٌ، فمن كانَت فَترتُهُ إلى سنَّتي، فَقد أفلحَ، ومَن كانت إلى غيرِ ذلِكَ فقد هلَكَ).

والمقصود هو أن نحافظ على القدر الواجب عند الفتور، ونؤدي العبادة كاملة مع النوافل عند النشاط، لا أن نتركها بشكل كامل.

ما يتعلق بالصداع الدائم وتناول أربع حبات دواء، ننصحك بمراجعة الطبيب لئلا تضر نفسك بدون استشارة طبية.

أما ما يتعلق بخصوص القراءة والرقية فيمكنك تجربة الرقية، بأن تقرأ بنفسك، أو تستمع إليها من الجوال دون الحاجة للذهاب إلى شخص يرقيك، كما يمكن تحميل تطبيق أذكار الصباح والمساء في جوال والمحافظة على قراءتها باستمرار، وسوف تجد بركتها في حياتك-إن شاء الله-.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن



مواقيت الصلاة

حسب التوقيت المحلي لدولة قطر دولة أخرى؟
  • الفجر
    03:44 AM
  • الظهر
    11:33 AM
  • العصر
    03:02 PM
  • المغرب
    05:59 PM
  • العشاء
    07:29 PM