الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي ليس مجنونا، ولكنه يتوهم أشياء غير حقيقية، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا من أشد متابعي إسلام ويب، واليوم قررت أن أرسل لكم بخصوص أخي، له أكثر من عامين لم يخرج من المنزل، يقول إن ملك البلاد أمره بالبقاء لحين صدور أمر خروجه، ويقول إنه متزوج وله أبناء وأموال طائلة، وكل الرؤساء يعرفونه ويتحدث معهم.

هو في الحقيقة ليس مجنونا؛ لأنه يتحدث بشكل طبيعي، ومهتم بنظافته الشخصية، لكن كما قلت يصر على هذه الأشياء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في الشبكة الإسلامية وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا، الذي أسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

قطعًا – يا أخي – نوعية هذه الأفكار التي تحدَّث عنها هذا الأخ – عافاه الله – هي أفكار مرضية، هذا يُسمَّى بالذُّهان العقلي، ونحن لا نميل إلى استعمال كلمة الجنون كثيرًا، هذا نوع من السمات الرئيسية لتشخيص مرض الاضطراب العقلي، وكونه يتحدَّث بشكل طبيعي ويهتمّ بنظافته الشخصية: هذا أمرٌ جيد، كثيرًا ما يكون عند المريض ما يُسمَّى بازدواجية التوجُّه، بمعنى أنه لديك عالَمٌ مرضي، وله عالَمٌ واعي أو صاحي - كما يقولون – ومن رحمة الله أن الإنسان لا يفقد كلّ ملكاته، مهما أطبق عليه المرض، حتى مُختلَّ العقل الاختلال الكامل إذا سلَّمت عليه ربما يردّ عليك السلام، وحين يجوع يمشي ويذهب يبحث عن الطعام، حين يحتاج لقضاء الحاجة يقضي حاجته.

فإذًا اهتمام هذا الأخ بنفسه ونظافته الشخصية وأنه يتواصل مع الناس ويتحدث بشكل طبيعي: هذا ينفي أبدًا وجود الاضطراب العقلي، بل هو لديه ما يمكن أن نسمّيه بالأفكار البارونية الظنانية الاضطهادية، وهذه – يا أخي – تُعالج، تُعالج بصورة ممتازة جدًّا ويمكن احتوائها عن طريق أدوية مُعيَّنة.

فبارك الله فيك، ومن باب صِلة الرحم والإحسان، أرجو أن تذهب بهذا الأخ للطبيب النفسي، وسوف يُعطى مضادات الذهان، وبما أنه يتحدَّث بصورة طبيعية ويهتمّ بنظافته الشخصية فأنا أرى – وبإذن الله تعالى – أن المآلات العلاجية فيه سوف تكون ممتازة جدًّا.

حالة هذا الأخ – حفظه الله – هي مسؤوليتنا ومسؤوليتك الآن، هو مريض ويعيش في عالم مرضي، ما يقوله يعتقده ويظنّ أنه صحيح، لكن هي كلها أفكار مرضية، فإذًا هو تحت مسؤوليتنا، فلا تتأخّر – أخي الكريم – في مساعدته، وبارك الله فيك، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً