الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الزبير بن بكار ( ق )

                                                                                      العلامة الحافظ النسابة ، قاضي مكة وعالمها ، أبو عبد الله بن أبي [ ص: 312 ] بكر بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي الزبيري المدني المكي .

                                                                                      مولده في سنة اثنتين وسبعين ومائة .

                                                                                      سمع من : سفيان بن عيينة ، وأبي ضمرة الليثي ، والنضر بن شميل ، وابن أبي فديك ، وذؤيب بن عمامة ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وعلي بن محمد المدائني ، ومحمد بن الحسن بن زبالة ، ومحمد بن الضحاك بن عثمان ، وإبراهيم بن المنذر ، ومصعب بن عبد الله الزبيري عمه ، وخلق سواهم .

                                                                                      حدث عنه : ابن ماجه في " سننه " ، وأبو حاتم الرازي ، وعبد الله بن شبيب الربعي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمد بن أبي الأزهر ، وحرمي بن أبي العلاء المكي ، واسمه أحمد بن محمد ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي ، وإسماعيل بن العباس الوراق ، ويوسف بن يعقوب الأزرق . وحدث في أواخر أيامه ببغداد .

                                                                                      وهو مصنف كتاب " نسب قريش " ، وهو كتاب كبير نفيس .

                                                                                      قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : أدركته ورأيته ، ولم أكتب عنه . [ ص: 313 ]

                                                                                      وقال الدارقطني : ثقة .

                                                                                      وروي عن السري بن يحيى التميمي ، قال : لقي الزبير بن بكار إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، فقال له إسحاق : يا أبا عبد الله ، عملت كتابا سميته كتاب " النسب " ، وهو كتاب الأخبار . فقال : وأنت يا أبا محمد ، عملت كتابا سميته كتاب " الأغاني " وهو كتاب المغاني .

                                                                                      قال الحسين بن القاسم الكوكبي : لما قدم الزبير بن بكار بغداد قال أبو حامد المستملي عليه : من ذكرت يا ابن حواري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأعجبه .

                                                                                      روى محمد بن عبد الملك التاريخي ، قال : أنشدني ابن أبي طاهر لنفسه في الزبير بن بكار :

                                                                                      ما قال : " لا " قط إلا في تشهده ولا جرى لفظه إلا على " نعم "     بين الحواري والصديق نسبته
                                                                                      وقد جرى ورسول الله في رحم



                                                                                      الكوكبي : حدثنا محمد بن موسى المارستاني ، حدثنا الزبير بن بكار ، قال : قالت بنت أختي لأهلنا : خالي خير رجل لأهله ، لا يتخذ ضرة وسرية . قال : تقول المرأة : والله هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر . [ ص: 314 ]

                                                                                      قال محمد بن إسحاق الصيرفي : سألت الزبير : منذ كم زوجتك معك ؟ قال : لا تسألني ؛ ليس ترد القيامة أكثر كباشا منها ، ضحيت عنها سبعين كبشا .

                                                                                      قال أبو بكر الخطيب : كان الزبير ثقة ثبتا عالما بالنسب وأخبار المتقدمين . له مصنف في " نسب قريش " .

                                                                                      قلت : الكتاب من عوالي الفخر علي عن ابن طبرزد .

                                                                                      وقال أحمد بن علي السليماني الحافظ : منكر الحديث . كذا قال ، ولا يدري ما ينطق به .

                                                                                      قال أحمد بن سليمان الطوسي : توفي الزبير لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين . بمكة . وقد بلغ أربعا وثمانين سنة ، وصلى عليه ابنه مصعب بعد فراغنا من قراءة كتاب " النسب " عليه بثلاثة أيام .

                                                                                      قال : وكان سبب وفاته أنه وقع من فوق سطحه ، فمكث يومين لا يتكلم ، ومات ؛ انكسرت ترقوته ووركه .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن عبد الحميد ، ومحمد بن بطيخ ، وأحمد بن [ ص: 315 ] مؤمن ، وعبد الحميد بن أحمد ، قالوا : أخبرنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ ، أخبرتنا فخر النساء شهدة ، أخبرنا الحسين بن طلحة ، وأخبرنا أبو المعالي بن قاضي أبرقوه ، أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله ، أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، قالا : أخبرنا عبد الواحد بن محمد ، أخبرنا الحسين بن إسماعيل ، حدثنا الزبير بن بكار ، حدثني أبو غزية ، عن فليح بن سليمان ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أني عبده ورسوله ، من لقي الله بهما غير شاك دخل الجنة .

                                                                                      وبه إلى الحسين المحاملي : حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أو عن جابر قال : كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر -فذكره- وقال : لم يحجب عن الجنة .

                                                                                      ورواه مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة بهذا .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية