الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      روح بن عبادة ( ع )

                                                                                      ابن العلاء بن حسان بن عمرو ، الحافظ الصدوق ، الإمام أبو محمد القيسي البصري ، من قيس بن ثعلبة .

                                                                                      حدث عن ابن عون ، وهشام بن حسان ، وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، وعوف الأعرابي ، وحسين المعلم ، وأسامة بن زيد المدني ، وإسماعيل بن مسلم العبدي ، وأيمن بن نابل ، وزكريا بن [ ص: 403 ] إسحاق ، وعباد بن إسحاق ، وابن جريج ، وعبيد الله بن الأخنس ، وعلي بن سويد بن منجوف ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين ، ومحمد بن أبي حفصة ، وموسى بن عبيدة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وحبيب بن الشهيد ، وحجاج الصواف ، وحاتم بن أبي صغيرة ، وحماد بن سلمة ، وسفيان ، وشعبة وابن أبي ذئب ، ومالك ، وخلق كثير ، وينزل إلى سفيان بن عيينة ونحوه .

                                                                                      وكان من كبار المحدثين .

                                                                                      حدث عنه علي وأحمد وإسحاق ، وابن نمير ، وبندار ، وأحمد بن سعيد الرباطي ، وزهير بن محمد المروزي ، وأبو إسحاق الجوزجاني ، وعبد بن حميد ، وعلي بن حرب ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، وأبو بكر الصاغاني ، وأبو قلابة الرقاشي ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام ، ويحيى بن أبي طالب ، وإسحاق الكوسج ، ويعقوب بن شيبة ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وبشر بن موسى ، وخلق كثير .

                                                                                      قال الكديمي : سمعت علي بن المديني يقول : نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث ، كتبت منها عشرة آلاف .

                                                                                      وقال يعقوب بن شيبة : روح كان أحد من يتحمل الحمالات وكان سريا مريا ، كثير الحديث جدا ، صدوقا ، سمعت عليا يقول : من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث ، لم يشغلوا عنه ، نشئوا ، [ ص: 404 ] فطلبوا ، ثم صنفوا ، ثم حدثوا ، منهم روح بن عبادة .

                                                                                      قال يعقوب : وحدثني محمد بن عمر : سألت يحيى بن معين عن روح ، فقال : صدوق ليس به بأس ، حديثه يدل على صدقه ، يحدث عن ابن عون ، ثم يحدث عن حماد بن زيد ، عن ابن عون ، فقلت ليحيى : زعموا أن يحيى القطان كان يتكلم فيه ، فقال : باطل ، ما تكلم فيه بشيء ، وهو صدوق .

                                                                                      قال يعقوب : وسمعت علي بن المديني فذكر هذه القصة ، فلم أضبطها عنه ، فحدثني عبد الرحمن بن محمد : سمعت عليا قال : كانوا يقولون : إن يحيى بن سعيد يتكلم في روح ، فإني لعند يحيى ، إذ جاءه روح ، فسأله عن شيء من حديث أشعث ، فلما قام ، قلت ليحيى : أما تعرف هذا ؟ قال : لا ، قلت : هذا روح بن عبادة ، كأنه كان يعرفه ، ولكن لم يجمع بين اسمه وصفته ، قال : فقال : هذا روح ؟ ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه ، قال علي : ولكن كان عبد الرحمن بن مهدي ، يطعن على روح ، وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب عن الزهري هذه المسائل ، فقال لي معن : وما يصنع بها ، هي عند بصري لكم كان عندنا هاهنا حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب ، قال علي : فأتيت عبد الرحمن ، فأخبرته ، فأحسبه قال : استحله لي .

                                                                                      وقال يعقوب بن شيبة : قال محمد بن عمر : قال يحيى بن معين : هذا القواريري يحدث عن عشرين من الكذابين ، ويقول : لا [ ص: 405 ] أحدث عن روح بن عبادة .

                                                                                      قال يعقوب : وسمعت عفان بن مسلم لا يرضى أمر روح بن عبادة .

                                                                                      وحدثني محمد بن عمر أنه سمع عفان ; وذكر روح بن عبادة ، فقال : هو أحسن حديثا عندي من خالد بن الحارث ، وأحسن حديثا من يزيد بن زريع ، فلم تركناه ؟ - يعني كأنه يطعن عليه - فقال له أبو خيثمة : ليس هذا بحجة ، كل من تركته أنت ينبغي أن يترك ، أما روح بن عبادة ، فقد جاز حديثه ، الشأن فيمن بقي .

                                                                                      قال يعقوب : وأحسب أن عفان لو كان عنده حجة مما يسقط بها روح بن عبادة لاحتج بها في ذلك الوقت .

                                                                                      أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كان القواريري لا يحدث عن روح ، وأكثر ما أنكر عليه تسعمائة حديث حدث بها عن مالك سماعا .

                                                                                      قال أبو داود : وسمعت الحلواني يقول : أول من أظهر كتابه روح بن عبادة وأبو أسامة ، قال عقيب هذا أبو بكر الخطيب يعني أنهما رويا ما خولفا فيه ! فأظهرا كتبهما حجة لهما على مخالفيهما ، إذ روايتهما عن حفظهما موافقة لما في كتبهما ، قال : وروح كان بصريا ، قدم بغداد ، وحدث بها مدة طويلة ، ثم انصرف إلى البصرة ، فمات بها وكان كثير الحديث ، صنف الكتب في السنن والأحكام ، وجمع التفسير ، وكان ثقة . [ ص: 406 ]

                                                                                      وقال أحمد بن الفرات : طعن على روح بن عبادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر ، فلم ينفذ قولهم فيه .

                                                                                      قال علي بن المديني : ذكر عبد الرحمن بن مهدي روح بن عبادة ، فقلت : لا تفعل ، فإن هنا قوما يحملون كلامك ، فقال : أستغفر الله ، ثم دخل ، فتوضأ - يذهب إلى أن الغيبة تنقض الوضوء .

                                                                                      وقيل : إن عبد الرحمن تكلم فيه : وهم في إسناد حديث .

                                                                                      وهذا تعنت ، وقلة إنصاف في حق حافظ قد روى ألوفا كثيرة من الحديث ، فوهم في إسناد ، فروح لو أخطأ في عدة أحاديث في سعة علمه ، لاغتفر له ذلك أسوة نظرائه ، ولسنا نقول : إن رتبة روح في الحفظ والإتقان كرتبة يحيى القطان ، بل ما هو بدون عبد الرزاق ، ولا أبي النضر .

                                                                                      وقد روى الكناني عن أبي حاتم الرازي قال : روح لا يحتج به .

                                                                                      وقال النسائي في " الكنى " وفي أثناء كتاب العتق : ليس بالقوي .

                                                                                      قال خليفة ومطين : مات سنة خمس ومائتين . زاد غيرهما فقال : في جمادى الأولى . ووهم الكديمي ، فقال : مات سنة سبع .

                                                                                      أخبرنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه وجماعة إذنا قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا محمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ، حدثنا روح [ ص: 407 ] بن عبادة ، حدثنا عثمان بن غياث ، حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يمر الناس على جسر جهنم ، وعليه خطاطيف وحسك وكلاليب ، تخطف الناس ، وبجنبتيه ملائكة يقولون : اللهم سلم سلم ، فمن الناس من يمر مثل البرق ، ومنهم من يمر مثل الريح ، ومنهم من يمر مثل الفرس المجرى ، ومنهم من يسعى سعيا ، ومنهم من يحبو حبوا ، ومنهم من يزحف زحفا ، فأما أهل النار الذين هم أهلها ، فلا يموتون ، ولا يحيون ، وأما أناس يؤخذون بذنوب وخطايا ، فيحترقون ، ثم يؤذن في الشفاعة . . . الحديث .

                                                                                      أخرجه النسائي من حديث خالد الطحان ، عن عثمان بن غياث أحد الثقات .

                                                                                      ابن أبي عاصم في كتاب " اللباس " : حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا شعبة ، عن الشيباني ، عن عبد الله بن شداد ، عن ميمونة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الخمرة ، وفيها تصاوير .

                                                                                      رواه البخاري دون : " وفيها تصاوير " .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية