الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سعيد بن أبي مريم ( ع )

                                                                                      هو الحافظ العلامة الفقيه ، محدث الديار المصرية أبو محمد سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي مولاهم المصري .

                                                                                      حدث عن : نافع بن عمر الجمحي ، وأبي غسان محمد بن [ ص: 328 ] مطرف ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ، ومالك ، والليث ، وسليمان بن بلال ، ونافع بن يزيد ، ويحيى بن أيوب ، وأسامة بن زيد بن أسلم ، وحماد بن زيد ، وخلاد بن سليمان الحضرمي ، والعطاف بن خالد ، وخلق من طبقتهم .

                                                                                      روى عنه : البخاري ، والذهلي ، وأبو بكر الصاغاني ، ومحمد بن عوف ، وأحمد بن عبد الله العجلي ، وإسحاق الكوسج ، وإسماعيل سمويه ، وحميد بن زنجويه ، وعبيد بن عبد الواحد البزار ، وأبو حاتم ، ويحيى بن عثمان بن صالح ، والفسوي ، ومحمد بن عبد الله بن البرقي ، وابن معين وأثنى عليه ، وخلق سواهم ، منهم ابن أخيه أحمد بن سعد الحافظ .

                                                                                      قال أبو داود : ابن أبي مريم عندي حجة

                                                                                      وقال أبو حاتم وغيره : ثقة

                                                                                      قلت : كان من أئمة الحديث .

                                                                                      قال العجلي : ثقة ، كان له دهليز طويل ، وكان يأتيه الرجل ، فيقف فيسلم عليه ، فيرد عليه : لا سلم الله عليك ولا حفظك وفعل بك . فأقول : ما هذا ؟ فيقول : قدري . ويأتي آخر ، فيقول له مثل ذلك ، فأقول : ما هذا ؟ فيقول : جهمي خبيث ، ويأتي آخر ، فيقول : رافضي ، ولا نظن إلا رد عليه سلامه ، وكان عاقلا ، لم أر بمصر أعقل منه ، ومن عبد الله بن عبد الحكم .

                                                                                      [ ص: 329 ] قال أبو محمد الرامهرمزي : حدثني محمد بن محمد بن يحيى بمدينة سابور ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال : كنا عند سعيد بن أبي مريم فأتاه رجل فسأله كتابا ينظر فيه ، أو سأله أن يحدثه بأحاديث ، فامتنع عليه ، وسأله آخر في ذلك فأجابه ، فقال له الأول : سألتك فلم تجبني ، وسألك هذا فأجبته ، وليس هذا حق العلم - أو نحو هذا من الكلام - فقال له ابن أبي مريم : إن كنت تعرف الشيباني من السيباني ، وأبا حمزة من أبي جمرة ، وكلاهما عن ابن عباس حدثناك وخصصناك كما خصصنا هذا .

                                                                                      قلت : يقع في حديث سعيد غرائب لسعة علمه .

                                                                                      قال أبو سعيد بن يونس : سعيد بن الحكم بن أبي مريم الفقيه مولى أبي فاطمة ، ويقال : أبو فطيمة ، مولى أبي الضبيع ، مولى بني جمح . ولد سنة أربع وأربعين ومائة ومات سنة أربع وعشرين ومائتين .

                                                                                      خرج له أصحاب الكتب الستة .

                                                                                      أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه ، أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا محمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا يحيى بن أيوب وابن لهيعة قالا : حدثنا ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعد ، عن عباس بن عبد المطلب ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا سجد [ ص: 330 ] العبد ، سجد معه سبعة آراب : الجبهة ، وكفاه ، وركبتاه ، وقدماه " .

                                                                                      وكذلك رواه الليث ، وبكر بن مضر عن ابن الهاد ، وأخرجه الجماعة سوى البخاري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية