الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سماك بن حرب ( م ، 4 )

                                                                                      ابن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة . الحافظ الإمام الكبير أبو المغيرة الذهلي البكري الكوفي أخو محمد وإبراهيم .

                                                                                      حدث عن ثعلبة بن الحكم الليثي ، وله صحبة ، وابن الزبير ، والنعمان بن بشير ، وجابر بن سمرة ، والضحاك بن قيس ، وأنس بن مالك ، وعن قبيصة بن هلب ، وعلقمة بن وائل ، ومحمد بن حاطب الجمحي ، ومري بن قطري ، وموسى بن طلحة ، وعكرمة ، وهو مكثر عنه ، ومصعب بن سعد ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، وتميم بن طرفة .

                                                                                      وأبي صالح باذام ، وسويد بن قيس ، وسعيد بن جبير ، وأبي سلامة عبد الله بن حصن ، وهو عبد الله بن [ ص: 246 ] عميرة بن حصن ، وأبي المهاجر عبد الله بن عميرة القيسي ، وعبد الله بن عميرة صاحب الأحنف ، وعبد الله بن عميرة قائد الأعشى في الجاهلية ، وإبراهيم النخعي ، وثروان بن ملحان ، وجعفر بن أبي ثور ، والحسن البصري ، وأبي ظبيان الجنبي ، وسليمان بن أبي صالح مولى عقيل بن أبي طالب ، وحميد ابن أخت صفوان بن أمية ، وحسن الكناني ، وسيار بن معرور المازني ، والشعبي ، وعباد بن حبيش ، وعبد الله بن جبير الخزاعي ، وعبد الله بن ظالم المازني وخلق . وينزل إلى الرواية عن القاسم بن مخيمرة ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد ، وكان من حملة الحجة ببلده .

                                                                                      حدث عنه زكريا بن أبي زائدة ، وحاتم بن أبي صغيرة ، ومالك بن مغول ، وشعبة ، والثوري ، وزائدة ، والحسن بن صالح ، وسليمان بن قرم بن معاذ ، وشيبان النحوي ، وعمر بن موسى بن وجيه الوجيهي ، والوليد بن أبي ثور ، وشريك ، وأبو عوانة ومعتقه يزيد بن عطاء اليشكري ، وحماد بن سلمة ، وأبو الأحوص ، وزهير بن معاوية ، وعمر بن عبيد ، وقيس بن الربيع ، وإسرائيل ، وأسباط بن نصر ، وإبراهيم بن طهمان وآخرون ، ومن القدماء الأعمش ، وابن أبي خالد .

                                                                                      قال علي ابن المديني : له نحو مائتي حديث ، وروى حماد بن سلمة عنه : أدركت ثمانين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان قد ذهب بصري ، فدعوت الله تعالى ، فرد علي بصري .

                                                                                      قال أبو بكر بن عياش : سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : عليكم بعبد الملك بن عمير ، وسماك بن حرب وقال سفيان الثوري : ما سقط لسماك بن حرب حديث . وقال أحمد بن حنبل : هو أصح حديثا من عبد الملك بن عمير ، [ ص: 247 ] وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ . هذه رواية صالح بن أحمد ، عن أبيه ، وروى أبو طالب ، عن أحمد ، قال : مضطرب الحديث .

                                                                                      وروى أحمد بن سعد ، عن ابن معين : ثقة ، وكان شعبة يضعفه . وكان يقول في التفسير عكرمة ، ولو شئت أن أقول له : ابن عباس لقاله . ثم قال يحيى : فكان شعبة لا يروي تفسيره إلا عن عكرمة يعني : لا يذكر فيه ابن عباس . وقال أحمد بن زهير : سمعت يحيى بن معين سئل عن سماك : ما الذي عابه؟ قال : أسند أحاديث لم يسندها غيره ، وهو ثقة . وقال محمد بن عبد الله بن عمار : ربما خلط ، ويختلفون في حديثه . وقال أحمد بن عبد الله : جائز الحديث إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس ، وربما قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس . وكان الثوري يضعفه بعض الضعف ، ولم يرغب عنه أحد ، وكان عالما بالشعر وأيام الناس ، فصيحا .

                                                                                      وقال أبو حاتم : صدوق ثقة . قال ابنه : فقلت لأبي : قال أحمد : هو أصلح حديثا من عبد الملك بن عمير ، فقال : هو كما قال .

                                                                                      وقال ابن المديني : أحاديثه عن عكرمة مضطربة .

                                                                                      فشعبة وسفيان يجعلونها عن عكرمة ، وغيرهما أبو الأحوص وإسرائيل يقول : عن ابن عباس .

                                                                                      زكريا بن عدي ، عن ابن المبارك ، قال : سماك ضعيف في الحديث .

                                                                                      وقال يعقوب السدوسي : روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وهو في غير عكرمة صالح ، وليس من المتثبتين ، ومن سمع منه قديما مثل شعبة وسفيان ، فحديثهم عنه صحيح مستقيم . وقال صالح بن محمد : يضعف .

                                                                                      وقال النسائي : ليس به بأس ، وفي حديثه شيء ، وقال عبد الرحمن بن خراش : في حديثه لين . [ ص: 248 ]

                                                                                      قلت : ولهذا تجنب البخاري إخراج حديثه ، وقد علق له البخاري استشهادا به .

                                                                                      فسماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث ، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة ، ولا هي على شرط البخاري ، لإعراضه عن سماك ، ولا ينبغي أن تعد صحيحة ، لأن سماكا إنما تكلم فيه من أجلها .

                                                                                      قال جرير بن عبد الحميد : أتيت سماك بن حرب فرأيته يبول قائما ، فرجعت ولم أسأله وقلت : خرف .

                                                                                      قال جناد المكتب : كنا نأتي سماكا نسأله عن الشعر ، ويأتيه أصحاب الحديث ، فيقبل علينا ويقول : سلوا ، فإن هؤلاء ثقلاء .

                                                                                      روى مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، سمع سماكا يقول : ذهب بصري ، فرأيت إبراهيم الخليل عليه السلام في النوم ، فقلت : ذهب بصري ، فقال : انزل في الفرات فاغمس رأسك ، وافتح عينيك وسل أن يرد الله عليك بصرك ، ففعلت ذلك ، فرد الله علي بصري .

                                                                                      قال أبو عبد الرحمن النسائي : إذا انفرد سماك بأصل لم يكن حجة ; لأنه كان يلقن فيتلقن . وروى حجاج ، عن شعبة ، قال : كانوا يقولون لسماك : عكرمة عن ابن عباس ، فيقول : نعم ، فأما أنا فلم أكن ألقنه .

                                                                                      وروى قتادة ، عن أبي الأسود ، قال : إن سرك أن يكذب صاحبك فلقنه .

                                                                                      وقال آخر : كان سماك بن حرب فصيحا مفوها ، يزين الحديث منطقه وفصاحته .

                                                                                      قال أبو الحسين بن قانع : مات سنة ثلاث وعشرين ومائة قلت : ما [ ص: 249 ] سمع منه سفيان بن عيينة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية