أسماء بنت عميس ( ع ) 
ابن معبد بن الحارث الخثعمية . أم عبد الله .  [ ص: 283 ] 
من المهاجرات الأول . 
قيل : أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم   . وهاجر بها زوجها جعفر الطيار  إلى الحبشة  ، فولدت له هناك : عبد الله  ، ومحمدا  ، وعونا . 
 فلما هاجرت معه إلى المدينة  سنة سبع ، واستشهد يوم مؤتة  ، تزوج بها أبو بكر الصديق  ، فولدت له : محمدا  وقت الإحرام ، فحجت حجة الوداع ، ثم توفي الصديق  ، فغسلته . وتزوج بها  علي بن أبي طالب   . 
سفيان بن عيينة  ، عن إسماعيل  ، عن الشعبي  ، قال : قدمت أسماء  من الحبشة  ، فقال لها عمر   : يا حبشية ، سبقناكم بالهجرة . 
فقالت : لعمري ، لقد صدقت : كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ، ويعلم جاهلكم ، وكنا البعداء الطرداء ، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله ، فأتته ، فقال : للناس هجرة واحدة ، ولكم هجرتان  .  [ ص: 284 ] 
 عبد الله بن نمير  ، عن الأجلح  ، عن عامر ،  قال : قالت  أسماء بنت عميس   : يا رسول الله ، إن هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين . قال : كذب من يقول ذلك ، لكم الهجرة مرتين : هاجرتم إلى النجاشي  ، وهاجرتم إلي  . 
قال الشعبي   : أول من أشار بنعش المرأة - يعني المكبة - أسماء  ، رأت النصارى يصنعونه بالحبشة   . 
 الحكم بن عتيبة  عن  عبد الله بن شداد  ، عن  أسماء بنت عميس  ، قالت : 
لما أصيب جعفر  ، قال : تسلبي ثلاثا ، ثم اصنعي ما شئت  .  [ ص: 285 ] 
قال ابن المسيب   : نفست  أسماء بنت عميس  بمحمد  بذي الحليفة  ، وهم يريدون حجة الوداع ، فأمرها أبو بكر  أن تغتسل ، ثم تهل بالحج  . 
الثوري  ، عن عبد الكريم  ، عن  سعيد بن المسيب  ، قال : نفست بذي الحليفة  ، فهم أبو بكر بردها  ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : مرها ، فلتغتسل ، ثم تهل بالحج  . 
وروى  القاسم بن محمد  ، عن أسماء  نحوا منه . 
ابن سعد   : أخبرنا يزيد   : أخبرنا ابن أبي خالد  ، عن قيس  ، قال : دخلت مع أبي بكر  رضي الله عنه وكان أبيض ، خفيف اللحم ، فرأيت يدي أسماء  موشومة . 
زاد خالد الطحان  ، عن إسماعيل  ، عن قيس   : تذب عن أبي بكر   .  [ ص: 286 ] 
قال سعد بن إبراهيم  قاضي المدينة   : أوصى أبو بكر  أن تغسله أسماء   . قال قتادة   : فغسلته بنت عميس  امرأته . 
وقيل : عزم عليها لما أفطرت ، وقال : هو أقوى لك ، فذكرت يمينه في آخر النهار ، فدعت بماء ، فشربت ، وقالت : والله لا أتبعه اليوم حنثا . 
مالك  ، عن عبد الله بن أبي بكر   : أن أسماء  غسلت أبا بكر  ؛ فسألت من حضر من المهاجرين ، وقالت : إني صائمة ، وهذا يوم شديد البرد ، فهل علي من غسل ؟ فقالوا : لا  . 
روى أبو إسحاق  ، عن مصعب بن سعد   : أن عمر  فرض الأعطية ، ففرض  لأسماء بنت عميس  ألف درهم  . 
قال الواقدي   : ثم تزوجت عليا  فولدت له : يحيى  ، وعونا . 
 زكريا بن أبي زائدة   : سمعت عامرا  يقول : تزوج علي   أسماء بنت عميس  ، فتفاخر ابناها : محمد بن أبي بكر ،  ومحمد بن جعفر  ، فقال كل منهما : أنا أكرم منك ، وأبي خير من أبيك . 
قال : فقال لها علي :  اقضي بينهما ، قالت : ما رأيت شابا من العرب خيرا من جعفر  ، ولا رأيت كهلا خيرا من أبي بكر   .  [ ص: 287 ] 
فقال علي   : ما تركت لنا شيئا ؛ ولو قلت غير الذي قلت لمقتك . قالت : إن ثلاثة أنت أخسهم خيار  . 
ابن عيينة  ، عن إسماعيل ،  عن قيس  ، قال : قال علي  رضي الله عنه : كذبتكم من النساء الحارقة فما ثبتت منهن امرأة إلا  أسماء بنت عميس   . 
قلت : لأسماء  حديث في " سنن " الأربعة . 
حدث عنها : ابنها عبد الله بن جعفر   . وابن أختها  عبد الله بن شداد   .  وسعيد بن المسيب   . وعروة  ،  والشعبي  ،  والقاسم بن محمد   . وآخرون . عاشت بعد علي   . 
				
						
						
