الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر أسر المؤيد وخلاصه

قد ذكرنا أن المؤيد أي أبه تخلف عن السلطان ركن [ الدين ] محمود بن محمد بجرجان ، فلما كان الآن سار من جرجان إلى خراسان ، فنزل بقرية من قرى خبوشان ، اسمها زانك ، وبها حصن ، فسمع الغز بوصوله إلى زانك ، فساروا إليه وحصروه فيه ، فخرج منه هاربا ، فرآه واحد من الغز ، فأخذه ، فوعده بمال جزيل إن أطلقه ، فقال الغزي : وأين المال ؟ فقال : هو مودع في بعض هذه الجبال .

فسار هو والغزي ، فوصلا إلى جدار قرية فيها بساتين وعيون ، فقال للفارس : المال ها هنا ; وصعد الجدار ونزل من ظهره ومضى هاربا ، فرأى الغز قد ملئوا الأرض ، فدخل قرية ، فعرفه طحان فيها ، فأعلم زعيم القرية به ، وطلب منه مركبا ، فأتاه بما أراد ، وأعانه على الوصول إلى نيسابور ، فوصل إليها ، واجتمعت عليه العساكر وقوي أمره وعاد إلى حاله ، وأحسن إلى الطحان ، وبالغ في الإحسان إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية