الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقرأ الجمهور ( لنحرقنه ) مشددا مضارع حرق مشددا . وقرأ الحسن وقتادة وأبو جعفر وأبو رجاء والكلبي مخففا من أحرق رباعيا . وقرأ علي وابن عباس وحميد وأبو جعفر في رواية وعمرو بن فائد بفتح النون وسكون الحاء وضم الراء ، والظاهر أن حرق وأحرق هو بالنار . وأما القراءة الثالثة فمعناها لنبردنه بالمبرد يقال حرق يحرق ويحرق بضم راء المضارع وكسرها . وذكر أبو علي أن التشديد قد يكون مبالغة في حرق إذا برد بالمبرد . وفي مصحف أبي وعبد الله لنذبحنه ثم لنحرقنه ثم لننسفنه وتوافق هذه القراءة من روى أنه صار لحما ودما ذا روح ، ويترتب الإحراق بالنار على هذا ، وأما إذا كان جمادا مصوغا من الحلي فيترتب برده لا إحراقه إلا إن عني به إذابته .

وقال السدي : أمر موسى بذبح العجل فذبح وسال منه الدم ثم أحرق ونسف رماده . وقيل : بردت عظامه بالمبرد حتى صارت بحيث يمكن نسفها . وقرأ الجمهور ( لننسفنه ) بكسر السين . وقرأت فرقة منهم عيسى بضم السين . وقرأ ابن مقسم : لننسفنه بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد السين . والظاهر وقول الجمهور أن موسى تعجل وحده فوقع أمر العجل ، ثم جاء موسى وصنع بالعجل ما صنع ثم خرج بعد ذلك بالسبعين على معنى الشفاعة في ذنب بني إسرائيل وأن يطلعهم أيضا على أمر المناجاة ، فكان لموسى عليه السلام نهضتان .

التالي السابق


الخدمات العلمية