الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        1163 - وبما قد حدثنا أبو بكرة قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال : ثنا محمد بن عمرو بن عطاء ، قال : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال : قال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : لم ، فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة ؟ فقال : بلى قالوا : فاعرض . فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه قال : فقالوا جميعا : صدقت ، هكذا كان يصلي .

                                                        قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى هذا ، فقالوا : الرفع في التكبير في افتتاح الصلاة يبلغ به المنكبين ولا يجاوزان ، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار .

                                                        [ ص: 196 ] وكان ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندنا غير مخالف لهذا ؛ لأنه إنما ذكر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا ، فليس في ذلك ذكر المنتهى بذلك المد إليه أي موضع هو .

                                                        قد يجوز أن يكون يبلغ به حذاء المنكبين ، وقد يحتمل أيضا أن يكون ذلك الرفع قبل الصلاة للدعاء ، ثم يكبر للصلاة بعد ذلك ، ويرفع يديه حذاء منكبيه .

                                                        فيكون حديث أبي هريرة رضي الله عنه على الرفع عند القيام للصلاة للدعاء ، وحديث علي رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنهما على الرفع بعد ذلك ، عند افتتاح الصلاة ، حتى لا تتضاد هذه الآثار .

                                                        وخالف في ذلك آخرون ، فقالوا : يرفع الأيدي في افتتاح الصلاة ، حتى يحاذي بها الأذنان .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية