الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 25 ] فصل : فأما صوم النافلة ، فإن نوى الفطر ، ثم لم ينو الصوم بعد ذلك ، لم يصح صومه ; لأن النية انقطعت ، ولم توجد نية غيرها فأشبه من لم ينو أصلا . وإن عاد فنوى الصوم ، صح صومه ، كما لو أصبح غير ناو للصوم ; لأن نية الفطر إنما أبطلت الفرض لما فيه من قطع النية المشترطة في جميع النهار حكما وخلو بعض أجزاء النهار عنها ، والنفل مخالف للفرض في ذلك ، فلم تمنع صحته نية الفطر في زمن لا يشترط وجود نية الصوم فيه ، ولأن نية الفطر لا تزيد على عدم النية في ذلك الوقت ، وعدمها لا يمنع صحة الصوم إذا نوى بعد ذلك ، فكذلك إذا نوى الفطر ، ثم نوى الصوم بعده ، بخلاف الواجب ، فإنه لا يصح بنية من النهار .

                                                                                                                                            وقد روي عن أحمد ، أنه قال : إذا أصبح صائما ، ثم عزم على الفطر ، فلم يفطر حتى بدا له ، ثم قال : لا ، بل أتم صومي من الواجب . لم يجزئه حتى يكون عازما على الصوم يومه كله ، ولو كان تطوعا كان أسهل . وظاهر هذا موافق لما ذكرناه . وقد دل على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان يسأل أهله : هل من غداء ؟ فإن قالوا : لا . قال : إني إذا صائم } .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية