الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل الرابع : في موضعه ، قال أبو الطاهر : المعدن ثلاث أقسام في أرض غير مملوكة فللإمام ، ومملوكه لمالك غير معين فقيل : كالأول لعدم تعيين المالك ، وقيل لمن افتتح تلك الأرض أو لوارثه ، ومملوكة لمالك معين ، فثلاثة أقوال : لمالكها ، للإمام ، التفرقة بين النقدين فيكون للإمام لأجل الزكاة ، وبين غيرها فللمالك ، وفي ( الكتاب ) : ما ظهر منها في أرض العرب أو البربر أو للعنوة فللإمام إقطاعه وأخذ زكاته ظهر في الجاهلية وفي الإسلام ، وما ظهر في أرض الصلح فلأهله دون الإمام . قال سند : اختصاص ما في الفيافي بالإمام هو المشهور ، والإقطاع هو جعل الانتفاع له به مدة معلومة أو مطلقة على غير التمليك . لما في أبي داود : ( أقطع عليه السلام الملح الذي بمأرب ثم نزعه ) . قال ابن القاسم : لا يباع للغرر ولا يورث ، وقال أشهب : لا يباع ويورث كبئر [ ص: 63 ] الماشية ، وسبب تعيين ذلك للإمام خوفا من الفتنة عليه ، واجتماع السفهاء إليه ، وما كان في ملك واحد فللإمام عند ابن القاسم ، خلافا لجميع الأصحاب ، سواء كانت عنوة أو صلحا أو للعرب ; لأجل ما فيه من الزكاة ودرءا للفتنة ، وعند الأصحاب : لرب المكان أن يعامل عليه ، وفيه الزكاة ; لأن من ملك ظاهر الأرض ملك باطنها وأجزاءها ، وابن القاسم يمنع أنه من أجزاء الأرض ، بل من الأعيان المباحة كماء البحيرة وما ظهر بفيافي الصلح ومواتها ، قال ابن القاسم : هو لهم لأنهم لا يضايقون في أرضهم ، وقال ابن حبيب : هو للإمام ; لأنه لم يقصد بعقد الصلح ، وعلى الأول إذا أسلموا بعد ذلك فعند ابن القاسم لا يستقر ملكهم عليه وحكمهم حكم المساجين خلافا لابن المواز .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية