الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ولاية العباس بن الفضل صقلية وما فتح فيها

قد ذكرنا سنة ثمان وعشرين ومائتين أن محمد بن عبد الله ، أمير صقلية ، ( توفي سنة ست وثلاثين ومائتين ) ، فلما مات اجتمع المسلمون بها على ولاية العباس بن الفضل بن يعقوب ، فولوه أمرهم ، فكتبوا بذلك إلى محمد بن الأغلب أمير إفريقية فأرسل إليه عهدا ( بولايته ، فكان العباس إلى أن وصل عهده يغير ، ويرسل السرايا ، وتأتيه الغنائم .

فلما قدم إليه عهده بولايته خرج بنفسه وعلى مقدمته عمه رباح ، فأرسل في سرية إلى قلعة أبي ثور ، فغنم ، وأسر ، وعاد ، فقتل الأسرى ، وتوجه إلى مدينة قصريانه ، فنهب ، وأحرق ، وخرب; ليخرج إليه البطريق ، فلم يفعل ، فعاد العباس .

وفي ثمان وثلاثين ومائتين خرج حتى بلغ قصريانه ومعه جمع عظيم ، فغنم ، وخرب وأتى قطانة ، وسرقوسة ، ونوطس ، ورغوس ، فغنم من جميع هذه البلاد ، وخرب وأحرق ، ونزل على بثيرة ، وحصرها خمسة أشهر ، فصالحه أهلها على خمسة آلاف رأس .

وفي سنة اثنتين وأربعين سار العباس في جيش كثيف ، ففتح حصونا خمسة .

وفي سنة ثلاث وأربعين سار إلى قصريانه ، فخرج أهلها ، فلقوه ، فهزمهم ، وقتل [ ص: 136 ] فيهم ، فأكثر ، وقصد سرقوسة وطبرمين وغيرهما ، فنهب ، وخرب ، وأحرق ، ونزل على القصر الجديد وحصره ، وضيق على من به من الروم ، فبذلوا له خمسة عشر ألف دينار ، فلم يقبل منهم ، وأطال الحصر ، فسلموا إليه الحصن على شرط أن يطلق مائتي نفس ، فأجابهم إلى ذلك ، وملكه ، وباع كل من فيه سوى مائتي نفس ، وهدم الحصن .

التالي السابق


الخدمات العلمية