الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقلي متعلق بالماضي ولا أحس بقيمة الحياة.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 21 سنةً، أدرس في كلية الطب، دائمًا أحس بأن الحياة لا قيمة لها، فكل ما نفعله سرعان ما يصبح من الماضي، ومجرد ذكريات، لا أستطيع التفكير بالحاضر، وعقلي متعلق بالماضي، علمًا بأن هذه الأفكار جاءت بعد فترة من الكرونوفوبيا.

أنا أفكر بهذه  الأفكار طوال اليوم، ولا أهدأ منها إلا عند النوم، هذه الأفكار عطلت حياتي، وعطلت الحافز لدي، ومستواي تدنى كثيرًا، مما أثر على نفسيتي أكثر، حالتي النفسية سيئة جدًا.

أرجو المساعدة من فضلكم في أسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: ذكرت أنك في كلية الطب، وحقيقة سؤالك عاد بي سنين إلى الوراء عندما كنت طالبًا في كلية الطب في جامعة دمشق، حيث يمكن بسبب ضغوط الحياة، والتحديات الكثيرة يمكن للإنسان أن يشعر بما تشعر به من أفكار سلبية، وكأن الحياة لا قيمة لها، وأن ما نفعله يصبح تاريخًا وذكريات.

المفروض -أخي الفاضل- أن هذه الأفكار تمر بالإنسان كمرحلة عابرة، ثم يخرج منها، إن هذه الحالة كما ذكرت ربما تعكس ليس خللًا فيك، وإنما صعوبات في البيئة التي تعيش فيها، فأنتم في اليمن مبتلون منذ عدة سنوات بحروب ونزاعات، هذا بالإضافة إلى الأمور الاجتماعية، والاقتصادية المختلفة، أضف إلى هذا ضغط الدراسة؛ حيث إنك -أقدر أنك- في السنة الثانية أو الثالثة في كلية الطب، وفي هاتين السنتين عادةً هناك مواد غير سهلة، تتطلب تركيزًا وجهدًا، فربما حالتك النفسية التي ذكرت تعكس كل هذه الضغوط الحياتية المعيشية.

فإذًا -أخي الفاضل- تذكر أنه ليس الخلل فيك، وإنما ما تمر به هو يعكس الظروف التي تعيشها، وتمر فيها، فالخلل ليس في داخلك وإنما في خارجك، في البيئة التي تعيشها، وأن مجرد إدراك هذه النقطة، أن الخلل ليس فيك، وإنما فيما تمر به، هو نصف العلاج.

والنصف الثاني يقوم على ممارسة الأمور الإيجابية؛ ففي سنك يجب أن يكون لديك برنامج رياضي، أقله المشي، وإن كنت في سنك أنصح بما هو أكثر من المشي، من ممارسة إحدى الرياضات، وأرجو أن لا تسمح لعبء دراسة الطب أن يمنعك من ممارسة الرياضة والعبادات المختلفة.

فكما يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "إن لنفسك عليك حقًا"؛ فنفسك هذه هي التي ستنقلك في الحياة من أمر إلى آخر، ومن نجاح إلى آخر، لذلك علينا أن نحسن التعامل معها، ورعايتها.

أنا أعتقد أنه من خلال التزامك بالصلاة، وذكر الله عز وجل، ومن خلال ممارسة الرياضة، والنوم الصحي، والتغذية المناسبة، يمكن أن تخرج من هذا الحال، لتكمل طريقك، وخلال سنوات ستكون زميلاً لنا في مهنة الطب، بإذن الله تعالى.

أسأل الله أن ينفع بك، وأن يشرح صدرك، وييسر أمرك، وأن يجعلك من الناجحين والمتفوقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً