الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداء فريضة الحج أولى أم إجراء عملية طفل أنابيب

السؤال

أود أن أطرح عليكم مشكلتي وإن شاء الله أجد الاستشارة الشافية منكم .. أنا وزوجي متزوجان من 4 سنوات تقريبا ولم نرزق بأطفال ولله الحمد وذهبنا للطبيبة وأخبرتنا أننا نحتاج لعملية أطفال أنابيب من أجل الإنجاب ونحن لم نقم بفريضة الحج والآن نمتلك نقودا تكفي إما لعملية أطفال الأنابيب (وهي مكلفة جدا) أو للقيام بفريضة الحج (وهي مكلفة جدا أيضا عندنا في الإمارات يعني تقريبا 25 ألف درهم الحج لي ولزوجي معا ) مع العلم أن حالتنا المادية متواضعة والحمد لله يعني هذه النقود التي وفرناها لا أعرف هل ممكن أن نوفر غيرها بعد ذلك أم لا ...وأنا مشتاقة جدا لوجود طفل في حياتي وأخاف أن يؤثر أهل زوجي عليه فيتزوج بسبب الأطفال .... فماذا أفعل وأيهما أولى الحج أم الإنجاب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحج واجب على المستطيع؛ لقول الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً {آل عمران:97}.

والاستطاعة هي: أن يملك المرء من المال ما يستطيع أن يحج به، وأن يكون ذلك المال فاضلا عن حاجاته الضرورية: من مسكن ونفقة ونحوهما.

وأما الإنجاب فليس من شك في أنه حاجة من الحاجات المهمة في حياة الإنسان، ولكنه لا يبلغ درجة الضرورة.

وعليه، فمن الواجب تقديم الحج على إجراء تلك العمليلة التي ذكرت أنها مكلفة جدا.

وينبغي أن نشير إلى أن تكلفة الحج متفاوتة بحسب وسائل النقل المستخدمة، وبحسب ظروف الإقامة في الديار المقدسة وغير ذلك. ولو أنكم اخترتم من ذلك ما هو أرخص، لربما تقلصت التكاليف إلى حد يفضل عنه ما يفي بالعملية أو يقارب الوفاء بها.

ونسأل الله أن يعينكما على بلوغ جميع ذلك، وأن ييسر لكما الإنجاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة