غريب الحديث في كتاب الجهاد 3-3

0 1161


ومن الغريب في أحاديث كتاب الجهاد أيضا:
ما ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبى -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأخذهم سلما فاستحياهم فأنزل الله عز وجل { وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } الآية.

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: قوله : فأخذهم سلما.
ضبطوه بوجهين : أحدهما : بفتح السين واللام ، والثاني : بإسكان اللام مع كسر السين وفتحها ، قال الحميدي : ومعناه : الصلح ، قال القاضي عياض في المشارق : هكذا ضبطه الأكثرون ، قال: الرواية الأولى أظهر ، ومعناها: أسرهم ، والسلم الأسر ، وجزم الخطابي بفتح اللام والسين ، قال : والمراد به الاستسلام والإذعان ، كقوله تعالى: {وألقوا إليكم السلم} أي: الانقياد ، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع ، قال ابن الأثير : هذا هو الأشبه بالقصة ، فإنهم لم يؤخذوا صلحا ، وإنما أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم عجزا.

في صحيح مسلم أيضا عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- في غزوة ذي قرد- قال:  فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها، قال: فأتاني أربعو من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى منادي من أسفل الوادي: يا للمهاجرين قتل ابن زنيم، قال: فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي، قال: ثم قلت والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:  دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه . فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكسحت شوكها: أي كنست ما تحتها من الشوك .
فجعلته ضغثا في يدي: الضغث الحزمة.
فرس مجفف: هو بفتح الجيم وفتح الفاء الأولى المشددة، أي عليه تجفاف بكسر التاء، وهو ثوب كالحل يلبسه الفرس ليقيه من السلاح، وجمعه : تجافيف .
بدء الفجور وثناه: بدء بفتح الباء وإسكان الدال وبالهمز ، أي ابتداؤه ، وأما ( ثناه ) فوقع في أكثر النسخ ( ثناه ) مثلثة مكسورة ، وفي بعضها : ( ثنياه ) بضم الثاء وبياء مثناة تحت بعد النون ، وصوب القاضي عياض الأول أي: عودة ثانية. أ.هـ من شرح النووي على صحيح مسلم. قال ابن الأثير: أي: أي أول الفجور وآخره.

في صحيح البخاري عن جبير بن مطعم عن أبيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأسارى بدر: لو كان مطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له .
النتنى: جمع نتن، وهي الجيف المنتنة، لتركتهم له: أي بغير فداء.
قال الطحاوي: وإنما خص المطعم بهذا لأنه لما مات عمه أبو طالب وماتت خديجة خرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة فأقام بها شهرا ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي فأحب مكافأته لو أمكن.

في صحيح البخاري عن أبي طلحة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه.
العرصة: قال الحافظ ابن حجر: العرصة بفتح المهملتين وسكون الراء بينهما هي البقعة الواسعة بغير بناء من دار وغيرها.

في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: من ينظر ما فعل أبو جهل ، فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد.
قوله: فضربه حتى برد: بفتح الموحدة والراء أي خمدت حواسه، وهي كناية عن الموت؛ لأن الميت تسكن حركته وأصل البرد السكون قاله الخطابي.

في سنن البيهقي وأصله في صحيح مسلم عن ابن عباس قال : قد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ولم يكن يضرب لهن بسهم ولكن يحذين من الغنيمة.

يحذين من الغنيمة: يعطين، ومنه قول ابن عباس في صحيح مسلم: لما سئل عن العبد والمرأة يحضران القتال؟ قال: ليس لهما شيء إلا أن يحذيا. أي: يعطيا.
ومنه حديث البخاري عن أبي موسى: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة يقال أحذيت الرجل إذا أعطيته وحذيته أيضا. 
قال ابن ولاد : الحذيا والحذيا: ما يعطى الرجل من الغنيمة أو من الجائزة ، وكذلك الحذوة. 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة