الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غريب الحديث في أبواب الصلاة 2-3

غريب الحديث في أبواب الصلاة 2-3

غريب الحديث في أبواب الصلاة 2-3

غريب الحديث في أبواب الصلاة كثير لكثرة الأحاديث الواردة في الباب، وهذه أهم ما بقي من الألفاظ الغريبة في كتاب الصلاة مما صح من الأحاديث:

شَرْقَةٌ
: روى ابن ماجه في "سننه" وصححه الألباني عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح بـ "المؤمنون"، فلما أتى على ذكر عيسى أصابته شَرْقَةٌ فركع". يريد: أخذته سَعْلَةٌ، فلم يقدر على إتمام القراءة فركع، قيل: شرق بدمعه، وقيل شَرَقَ بريقه.

وفي "صحيح مسلم" من قول ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إنه ستكون عليكم أمراء، يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شَرَقِ الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك، فصلوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَة". (يخنقونها إلى شَرَقِ الموتى) يعني: يضيقون وقتها، ويتركون أداءها حتى لا يبقى من وقتها إلا قدر بقاء من شَرَقَ بريقه في الدنيا، فشبه ما بقي من وقت الصلاة بما بقي من حياة الشَّرِقِ بروحه.

فَذَعَتُّهُ: روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة، فقال: "إن الشيطان عرض لي، فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه، فَذَعَتُّهُ..." الحديث. قال النضر بن شميل: فَذَعَتُّهُ: بالذال، أي: خنقته.

غَسَّل واغْتَسَل: روى ابن ماجه وصححه الألباني عن أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من غَسَّل واغتسل، وغدا، وابتكر، ودنا من الإمام، ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها". قيل: إن المعنى واحد، وإنما كرر من باب التأكيد، كقوله بعدها، "ومشى، ولم يركب". وقيل: إن المعنى غَسَل رأسه، واغتسل لسائر جسده؛ لأنهم كان لهم شعور وافرة. وقيل: غَسَّل أي: جامع أهله، فتسبب في غُسْلها، ومناسبة ذلك أن يخرج للصلاة، وقد قضى شهوته؛ خوفاً من أن يرى في طريقه ما يحرك شهوته، وإن كان هذا القول ضعيف عند بعضهم كالنووي.

لا غِرَار: في سنن أبي داود وصححه الألباني، عَن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا غِرار في صلاة ولا تسليم). قال الخطابي: أصل (الغِرَار) نقصان لبن الناقة، يقال: غارت الناقة غِرَاراً فهي مُغَار، إذا نقص لبنها، فمعنى قوله: (لا غِرَار) أي: لا نقصان في التسليم، ومعناه: أن تَرُدَّ كما يُسَلَّمُ عليك وافياً، لا نقص فيه، مثل أن يقال: السلام عليكم ورحمة الله، فيقول: عليكم السلام ورحمة الله، ولا يقتصر على أن يقول السلام عليكم...وأما الغِرَار في الصلاة: فهو على وجهين: أحدهما: أن لا يتم ركوعه وسجوده، والآخر: أن يشك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً: فيأخذ بالأكثر، ويترك اليقين وينصرف بالشك، وقد قال الإمام أحمد: ويغرّر الرجل بصلاته، فينصرف، وهو فيها شاك.

مِرْمَاتَيْنِ: روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيُحطب، ثم آمر بالصلاة، فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال، فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً، أو مِرْمَاتَيْنِ حسنتين لشهد العشاء". قال الحافظ ابن حجر: (المِرْمَاتَان) قيل: هما السهمان، وقيل: هما حديدتان من حدائد كانوا يلعبون بهما، وهي ملس كالأسنة، كانوا يثبتونها فِي الأكوام والأغراض. وقَالَ أبو عُبَيْدِ: "يقال: إن مِرْمَاتَيْنِ ظِلْفَا الشاة، قَالَ: وهذا حرف لا أدري مَا وجهه، إلا أن هَذَا تفسيره، والعِرْق، المراد بِهِ: بضعة اللحم السمين عَلَى عظمة).

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة