هل ارتخاء الصمام الميترالي يسبب أعراضًا نفسية؟

0 23

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ ثلاث سنوات أصبت بخفقان شديد، وألم في اليد اليسرى، ذهبت إلى الإسعاف، وفسروا حالتي بالإرهاق والتعب، ولكي أتأكد ذهبت إلى طبيب قلب، فقاس الضغط أثناء الحالة، وكان جيدا، ولكن كان هناك تسارع في نبضات القلب بعد التخطيط، فقرر إجراء صورة إيكو دوبلر ملونة لمدة ثلث ساعة، فظهر عندي انسدال في الصمام التاجي بنسبة بسيطة، فوصف لي دواء (Inderal، إندرال)، وأحسست بالارتياح.

بعد سنة، وبعد ولادتي بشهر، أصبت بخفقان شديد، فعدت إلى الطبيب، وكانت نفس الحالة، ومن وقتها أصبحت تأتيني نوبات خوف من أمراض القلب، وأصبت بالأرق، وآلام في الصدر لا تفارقني، مع ألم في يدي اليسرى، فهل انسدال الصمام يسبب كل هذه الأعراض؟ وهل يمكن أن يسبب تعبا وألما في اليدين أيضا؟

مع أن الخفقان قد خف عما كان عليه سابقا، إلا إنني لا زلت أحس بخوف شديد، لا أعلم مصدره، خوف على المستقبل، وخوف من الموت، وكلما ذهبت إلى المشفى قالوا لي: راجعي طبيبا نفسيا، فأرجو أن تعطوني الحل.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أؤكد لك أن الحالة العضوية التي تعانين منها -وهي انسداد الصمام- تعد حالة بسيطة جدا، ومثل هذه الحالات ووجود ارتخاء بالصمام الميترالي، نجدها لدى حوالي 10% إلى 15% من عامة الناس، وتعتبر حالات حميدة وبسيطة، قد تتسبب في تسارع بسيط في ضربات القلب، ولكن ليس بصورة مستمرة.

الإشكالية تكمن في أن الإنسان ينشغل كثيرا بتلك الحالات بعد تشخيصها، فكل ما يتعلق بالقلب -حتى وإن كان بسيطا- يثير القلق والتوتر، ويبدو أن هذا الجانب لعب دورا في حالتك.

حسب وصفك، فإن شعورك بهذه الضربات والخوف من الموت والقلق المصاحب لها، يشير بوضوح إلى أنك مصابة بحالة من الهلع، أو الرهاب، أو الاضطراب الفجائي، وهي حالة منتشرة جدا، ولا يمكن تفسير الأعراض بغير ذلك.

الانسداد في الصمام ليس هو السبب، بل شعورك بالخوف والقلق هو ما أدى إلى هذه الحالة، وأعتقد أن من نصحك بمراجعة طبيب نفسي كان محقا.

إذا توفرت لك الظروف لمقابلته، فهذا أمر جيد، إذ سيقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء التي تفيد كثيرا في مثل هذه الحالات، كما قد يصف لك أدوية مناسبة، منها دواء فعال يعرف تجاريا باسم (سيبرالكس، Cipralex) واسمه العلمي (اسيتالوبرام، Escitalopram)، وهو مفيد في هذه الحالات التي تعد حميدة جدا.

إذا لم تتمكني من زيارة الطبيب، فيمكنك الاستفادة من بعض الفيديوهات الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، بشرط تطبيقها بانتظام، فهي ذات فائدة كبيرة.

أما بالنسبة لدواء السيبرالكس، فهو لا يتطلب وصفة طبية في بعض البلدان، ويتم البدء بجرعة 5 ملغ (أي نصف حبة من الحبة ذات 10 ملغ) مرة واحدة يوميا، صباحا أو مساء، لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 10 ملغ يوميا وتستمر عليها لمدة شهرين، فإذا شعرت بالتحسن، فهذا جيد جدا، وإذا لم يتحقق التحسن الكافي، يمكن رفع الجرعة إلى 20 ملغ يوميا، وهي الجرعة العلاجية الكاملة، وتستخدم لمدة ستة أشهر.

بعد ذلك تخفض إلى 10 ملغ يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى 5 ملغ يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، أما إذا تحقق التحسن مع جرعة 10 ملغ، فيكفي الاستمرار على هذه الجرعة لمدة ثمانية أشهر، ثم تخفض إلى 5 ملغ يوميا لمدة شهرين قبل التوقف التام، ولا مانع من تناول (اندرال، Inderal) بجرعة 10 ملغ صباحا لمدة شهرين، ثم التوقف عنه، أو استخدامه عند الحاجة فقط.

الحالة كما هو واضح نفسية في الأساس، وتعد من الحالات البسيطة، وإن كانت مزعجة للمصاب بها، وفي مجملها تندرج تحت اضطرابات القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات