كيف أتخلص من القلق المعمم وأتعامل مع توتر زيارة الطبيب؟

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد التحية، أشكركم على ردودكم القيمة في الاستشارات النفسية، التي لا تخلو منها حياتنا العادية وعصرنا الحالي.

كيف أتخلص من القلق المعمم؟ فأنا شديد القلق والتوتر عند زيارة الطبيب، حيث أشعر بتسارع دقات القلب وارتفاع في ضغط الدم، حاولت التخلص من الخوف بمراجعة طبيب باطنية، فقال لي: "أنت ليس بك شيء، وإنما أنت مضطرب" اشتريت جهاز ضغط لمراقبة ضغطي في البيت، فوجدته طبيعيا، لكني أصبحت أراقب دقات قلبي باستمرار، وأجلس لساعات أفحص ضغطي.

استشرت أخصائيا نفسيا، فقال لي: "حاول مواجهة الخوف بالمواجهة"، وحاولت كثيرا، لكن الحالة ازدادت سوءا، فأصبحت أسير القلق والخوف وآثاره السلبية على جسدي، أنا أعلم أن قلقي وخوفي غير مبرر، ولن يرد عني الأمراض.

أخيرا: راجعت طبيبا نفسيا وشرحت له الحالة، فصرف لي دواء (إفيكسور إكس 150 Efexor XR)، و(لوكستنيل، Loxatenil) حبة مساء وعند الضرورة، شعرت بتحسن وارتياح وانخفاص القلق، فهل هذا العلاج مناسب للحالة؟ وهل هناك دواء أفضل لمواجهة المواقف، خاصة عند زيارة الطبيب؟ وهل دواء (إندرال، Inderal) عند الضرورة مناسب؟

وتقبلوا خالص التحيات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فإن قلق المخاوف -أي أن الإنسان يحس بقلق وخوف في موقف معين- هي حالات موجودة، وبالنسبة لهذا القلق الذي يأتيك عند زيارتك للطبيب، فأعتقد أنه يتطلب منك فقط أن تتدبر وتتأمل وتتفكر في هذا الموضوع، وتحلله وتحاول أن تخضعه للمنطق، وأعتقد أنه بشيء من التأمل كما ذكرت لك تستطيع أن تقنع نفسك أن هذا الخوف في الأصل لا داعي له أبدا، فالطبيب هو بشر مثل كل الناس، والطبيب يمكن أن يكون الأخ أو الصديق أو الأب، والطبيب نفسه يمرض ويموت، هذا التصحيح البسيط للمفاهيم أعتقد أنه جيد ومفيد كثيرا.

والأمر الآخر: تذكر أنك ذاهب إلى شخص يمكن أن تجد منه نفعا، فالإنسان لا يخاف من الأشياء التي يحس أنها ستقدم له نفعا أو مساعدة، أو فيها فائدة له، بل يكون توجسه وخوفه من الأشياء التي يبغضها، وهي التي قد تلحق به الأذى، فحاول أن تلجأ لمثل هذا المنطق، وهذا من وجهة نظري يساعدك كثيرا.

الأمر الآخر: أعتقد أن لديك في الأصل استعدادا للقلق، وهذا دائما يعالج بالتفكير الإيجابي، بأن تضع صورة عن نفسك وعن مستقبلك، وأن تتأمل في إنجازاتك الطيبة وأسرتك الكريمة، وأن تحرص على صلاتك والذكر والدعاء وقراءة القرآن، وأن تدير وقتك بصورة جيدة، وأن تمارس الرياضة، لأن قيمتها العلاجية الآن مثبتة، وهي تصحح النفوس كما تساعد في تصحيح وبناء الأجسام، فهذه نقطة ضرورية ومهمة.

في عمرك هذا، قد يتمازج القلق بشيء من عسر المزاج، ولا أريد أن أستخدم كلمة اكتئاب، ولكن هذا قد يحدث في مثل عمرك، لذا فإن تنظيم نمط الحياة، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي هي متطلبات أساسية ومهمة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: فالطبيب قد وصف لك دواء الـ (إفيكسور، Efexor)، وهو دواء جيد جدا، وإن كانت وجهة نظري أن الجرعة ربما تكون مرتفعة نسبيا، وليس هنالك خطورة في هذه الجرعة نفسها؛ لأن الجرعة قد تصل حتى 225 أو 300 مليجرام في اليوم، ولكن أعتقد أن الطبيب قد تعامل مع حالتك كحالة اكتئاب، والقلق قد يصاحبه شيء من الاكتئاب كما ذكرت، فلا تستغرب ذلك.

أنا أقر تماما بالإفكسر ما دمت تحس بالراحة معه، وأود منك فقط أن تضيف له دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول، Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول، Flupenthixol) هذا الدواء مدعم بسيط ولطيف جدا، يحسن من فعالية الإفيكسور ويقلل القلق والتوتر، فتناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة نصف مليجرام، في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، أما الـ (لوكستونين، Loxatenil) فلا أعتقد أنني أنصح به كثيرا. هو دواء جيد في تحسين النوم وإزالة القلق، لكن ربما يحدث شيء من التعود عليه.

لا شك أنك على استبصار تام بأن الإكثار من التواصل الاجتماعي يطور مهارات الإنسان الاجتماعية، ويجعله لا يخاف المواجهات والمواقف الاجتماعية.

فاحرص على الحضور في الصفوف الأولى في جميع المجالات: حضور المناسبات، والصلوات الخمس في جماعة بالمسجد، وحضور الجماعات، والدروس والمحاضرات، فهذا يسهل عليك المبادرة، ويعزز عزيمتك في مواجهة التحديات، ويزيل -بإذن الله- كل آثار القلق والوجل.

وختاما، نشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات