كيفية الوصول للزوج الصالح

0 709

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما، ويعد هذا العمر في المجتمعات العربية كبيرا على الزواج، فهم يفضلون من تكون أصغر سنا، وهذا يخيفني من أن يطلق علي لقب (عانس).

صراحة أشعر بالضيق؛ لأن جميع صديقاتي تزوجن إلا أنا، وقد عقد قبل سنتين قراني على شخص تحت ضغط الأهل، ولكنه تركني تحت ضغط من أمه، أي أصبحت مطلقة، وهذا ما يعرقل خطبتي في معظم الأحيان، أريد حلا لأن شهوتي الجنسية في ازدياد، وأخاف على نفسي من الوقوع بالحرام (أعوذ بالله).

هذا عدا الكلام الجارح الذي أسمعه في كل يوم، أخاف أن أستسلم للشيطان، فأنا إنسانة من لحم ودم، وأريد رجلا في حياتي... فساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف.ب.ط حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك، ونحن نوصيك - أيتها الأخت العزيزة - أن تأخذي بالأسباب الممكنة للزواج، مع إيمانك ويقينك بأن الله تعالى قد كتب مقادير الناس قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، لكن مع هذا ينبغي لك أن تأخذي بما يمكنك أخذه من الأسباب.
وأول هذه الأسباب وأهمها: التوجه إلى الله تعالى بصدق واضطرار، وسؤاله سبحانه وتعالى، والطلب منه، وتحري أوقات إجابة الدعاء، مع كثرة الاستغفار؛ فإن الاستغفار من أعظم الأسباب الجالبة للأرزاق، وقد قال سبحانه وتعالى في سورة نوح: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا *
ويمددكم بأموال وبنين))[نوح:10-12]، فأكثري من استغفار الله تعالى وسؤاله، مع إحسانك الظن بالله؛ فإنه سبحانه وتعالى يقول: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء).
السبب الثاني: التعرف على النساء الصالحات، والإكثار من هذا النوع من الصديقات؛ فإنهن من أعظم الأسباب المعينة في البحث عن الزوج المناسب.

السبب الثالث: الاستعانة ببعض محارمك، كإخوانك إن كان لك إخوان كبار، وأعمامك أو نحو ذلك، بالتعريف بك عند من يريدون الزواج، وإذا أخذت بهذه الأسباب مع الأخذ بأسباب تيسير الزواج أيضا كتيسير المهر والطلبات ممن يتقدم للزواج، ونحو ذلك، إذا أخذت بهذه الأسباب فقد قمت بما في إمكانك وقدرتك، ولم يبق بعد ذلك إلا أن يقدر الله سبحانه وتعالى ما شاء، وكوني على ثقة ويقين بأن الله تعالى أرحم بك من نفسك، وأنه لا يقدر لك إلا ما هو خير لك، والإنسان كثيرا ما يكره المقدور الذي ينزل به، لكن الله تعالى يعلم أن في ذلك خيرا له، وقد قال سبحانه وتعالى: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون))[البقرة:216].

نوصيك بالأخذ بالأسباب التي تجنبك ثوران الشهوة، وأهم هذه الأسباب الابتعاد عن المثيرات، سواء كانت مثيرات مرئية أو مسموعة، والابتعاد عن مخالطة الرجال الأجانب، والإكثار من الصيام إذا كنت تقدرين على الصيام، فكل هذه الأساليب كفيلة - بإذن الله تعالى - بتقليل الشهوة، واعلمي يقينا أن من أعظم القواعد التربوية المفيدة في تربية الإنسان نفسه هي أن يشغل الإنسان نفسه بالشيء النافع؛ فإن النفس كما قال علماء التربية إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.

حاولي أن توجدي لنفسك الشغل الذي يملأ وقتك، الاشتغال بالشيء النافع في دين أو دنيا، وتجنبي العزلة والانفراد والتفكر في مسائل الشهوة، فإذا عرضت لك هذه الأفكار فاقطعيها بالاشتغال بالنافع، وأنت بهذا كله تجنين لنفسك السعادة والخير؛ فإن الاشتغال بما ينفع الإنسان في دينه ودنياه هو بوابة السعادة الكبيرة.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر لك أمرك، ويبلغك آمالك، وييسر لك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

هذه نصائح للفتيات لاستجلاب الزوج الصالح عن طريق العلاقات الاجتماعية (255542 - 261873 - 269612 - 279756).

مواد ذات صلة

الاستشارات