الخوف الوسواسي من المرض وكيفية التغلب عليه

0 520

السؤال

قبل شهرين كنت أقود السيارة وأنوي الذهاب لتعزية صديق لي، وأنا في الطريق شعرت بسرعة في نبضات القلب والارتجاف بعدها، وبعد قليل شعرت أنها ستكون نهايتي ونزلت من السيارة وقمت بذكر الله، وبعد هذا الموقف نسيت الموضوع، وبعد شهر أصبحت أخاف الذهاب من نفس الطريق وركوب السيارة، وأصبحت أخاف أن أمر بنفس الموقف، وصرت أخاف على نفسي كثيرا، وأصبح لدي وساوس بالمرض، وسوف تكون نهايتي قريبة! وصار لدي وسواس أن لدي مرضا في رأسي، والخوف من أن تأتيني جلطة دماغية، مع العلم أن الأفكار هذه أتتني بعد أن تعرض أحد أقربائي لجلطة في الدماغ، وصارت لدي مخاوف من بعدها.

تكرر ذهابي للمستشفى للفحص، ولكن أشك في الفحص وأعود مرة أخرى، ولأنني في بعض المرات أشعر بضغط على الرأس وأحس أذني مغلقة، وقال لي أن لدي احتقانا في الأذن، والآن أنا متأكد أنها وساوس كلها، ولكن لا أستطيع أن أنزعها من رأسي، أرجو منكم توجيهي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Atd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطريقة التي تدرجت فيها الأعراض معك، أي بأن بدأت بهذه النوبة الحادة والتي نسميها بنوبة الهرع، بعد ذلك تطور الأمر إلى شيء من الوساوس المصحوبة بالمخاوف، وحالتك في مجملها نسميها بقلق المخاوف الوسواسي، وهذه التسميات المختلفة أرجو ألا تزعجك؛ لأن الأمر كله يدور حول القلق وليس أكثر من ذلك.

أود أن أنصحك بتناول أحد الأدوية الفعالة والممتازة جدا والمضادة لهذا النوع من القلق والوساوس، الدواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميا، تناول الجرعة صباحا أو مساء، ويفضل تناولها بعد الأكل، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا، وهي الجرعة العلاجية، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة – أي خمسة مليجرام – لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يتميز السبرالكس بأنه دواء ممتاز، وأنه دواء فاعل، وهو من أفضل الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس، كما أنه غير إدماني وغير تعودي.

أخي الكريم: أنا حاولت أن أبدأ بالعلاج الدوائي لأني أعرف أن كثيرا من الناس يجد صعوبة في التطبيقات السلوكية في بداية الأمر، ولكن حين يأخذ الدواء فعاليته تجد أنه حدث نوع من الاسترخاء والطمأنينة، وبدأ الخوف في الانحسار وبدأ المزاج يتحسن، وهذا يساعد في تطبيقات العلاجات السلوكية والتي تتمثل في:

1) تحقير فكرة الخوف.

2) مجابهة ومواجهة مصادر الخوف.

3) عدم التردد على الأطباء، ولا مانع أبدا من أن تذهب إلى طبيب تثق فيه مرة واحدة كل ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء فحوصات عامة، ويفضل أن يكون الطبيب مختصا في الأمراض الباطنية أو في طب الأسرة، هذا أخي الكريم وجد أنه مفيد جدا.

4) أمر مهم جدا وهو الحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة ذات قيمة علاجية كبيرة جدا للتخلص من القلق والمخاوف.

5) من المهم أن يكون الإنسان حريصا في صلواته وفي أذكاره وفي تلاوة القرآن، هذا من أكبر ما يبعث على الطمأنينة، فكن حريصا على ذلك.

إن شاء الله كل ما ذكرته من أعراض سوف ينتهي تماما بتناولك للدواء بالصورة التي ذكرناها لك، ولابد أن يكون هنالك التزاما قاطعا في تناول الجرعة وللمدة المطلوبة، وذلك لتجني أعلى درجات النفع، وعليك باتباع الإرشادات التي ذكرناها، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات