لا أشعر بطعم للحياة وضغط العمل يقتلني.. فهل أنا مصاب باكتئاب؟

0 448

السؤال

مشكلتي تتلخص كالآتي:
أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة، متزوج منذ أربع سنوات، أقطن في بلد أوروبي وأعمل هنالك لوحدي فقط أنا وزوجتي.

مشكلتي أنني لا أحس بأي شيء ـ بطعم الحياة ـ أبدا، نادرا ما أبتسم، وضغط العمل يقتلني تدريجيا.

أنا موسيقي وأستمع إلى نمط من الأغاني وهذا النمط يضغطني نفسيا أكثر وأكثر، وبات المنطق الفلسفي يسيطر على حياتي حتى باتت حياتي عبارة عن فلسفة لكل شيء...

المشكلة أني فقدت الرغبة في الاتصال الجنسي، وفقدت الرغبة بأي شيء اسمه جنس، ولم يعد هنالك شيء يغريني سوى أفكاري وعالمي الذي صنعته بنفسي .. معتقداتي .. إيماني إلخ.

عملت تحاليل لبعض الهرمونات بالدم وتبين أنه يوجد لدي خلل في الهرمون، نسبة هرمون الحليب مرتفع، والهرمون الذكري منخفض.

الطبيب قال لي: أن المشكلة هي في الهرمون، فكيف أتأكد أني لا أعاني من ضغط أو اكتئاب؟

أنا وحيد في الغربة، حيث أني لا أمك عائلة ولا أصدقاء، والعائلة بمفهومي هي أمي
وأخوتي.

حياتي أصبحت عبارة عن سماع موسيقى وتمرين على الموسيقى، وقرأت كتب فلسفة وكتب نفسية حتى بدأت أتقمص شخصيات وأتحدث وأتصرف مثل دكاترة الفلسفة وأعتبر نفسي أني الرجل الوحيد بهذا العالم الذي يفهم! وأني الوحيد صاحب النظرة الثاقبة والحكيم.

بالنسبة لمشكلة العلاقة الحميمة، أنا والحمد لله حسن المظهر، وما زاد الطين بلة أنني مرغوب من النساء بشكل كبير، وهذا جعلني أصبح مغرورا كثيرا.

ساعدني يا دكتور أنا لست فهيم ولست فيلسوفا، أنا مريض وأحتاج المساعدة.

هل هناك أي أدوية لحالتي؟

أريد أن أرتاح من التفكير السلبي، أنا دائما قلق على والدتي، هي بصحة جيدة والحمد لله ولكنني دائما أتوقع أن شيئا سوف يحصل لها.
ساعدني أرجوك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فموضوع العلاقة الجنسية والمعاشرة الزوجية قد تلعب الجوانب العضوية فيه دورا، لكن ربما تكون المؤشرات النفسية هي العامل الرئيسي في الضعف الجنسي.

في حالتك بالطبع لا بد أن يصحح مستوى هرمون الذكورة، ولا بد أن يخفض هرمون الحليب، وهذه العلاجات سهلة وبسيطة جدا، وهي معلومة ومعروفة لأطباء الغدد، فالعلاج التعويضي هو الحل في مثل هذه الحالة.

بقي أن نتحدث قليلا عن الجانب النفسي: الجانب النفسي من الواضح أن شخصيتك شخصية تمعنية، أي أنك تسترسل في الفكر والتمعن، ومثل هذه الشخصيات كثيرا ما تعاني من القلق الداخلي أو ما نسميه بالقلق المقنع، وهذا قد ينعكس أيضا سلبا على حياة الإنسان أو على أدائه الجنسي.

أنت ذكرت أمرا مهما لا أستطيع أن أتجاهله وهو قولك أنك تعتبر نفسك الرجل الوحيد في هذا العالم الذي يفهم وأنك صاحب النظرية الثاقبة والحكيمة. أخي الكريم: هذا المستوى من التفكير قد يقودني إلى ما يمكن أن نعتبره نوعا من (انتفاخ الذات) إذا جاز التعبير، وهي تعتبر درجة قليلة من درجات الهوس.

لا أريد حقيقة أن أحكم عليك هذا الحكم، ولكن هذا التفسير هو الأقرب، وعموما هذه الحالة أيضا ليست صعبة العلاج.

الذي أنصحك به إذن: التصحيح الهرموني. ثانيا أخي الكريم بالنسبة للدواء: نعم أنت محتاج لأدوية، ومن أفضل الأدوية الدواء الذي يعرف باسم (سوركويل) واسمه العلمي هو (كواتبين) ابدأ في تناوله ليلا بجرعة خمسة وعشرين مليجراما لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراما ليلا، وفي نفس الوقت ابدأ بتناول دواء آخر يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناولها صباحا بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر.

أما بالنسبة للسوركويل فاستمر على الخمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الأدوية سوف تساعدك كثيرا إن شاء الله تعالى في تقليل القلق والتوتر والاسترسال الفكري المتدفق والذي يحمل الطابع الفلسفي كما ذكرت.

بقي أن أقول لك: لا تراقب أداءك الجنسي، الجنس وممارسته مع الزوجة يتم في ستر وفي نطاق الرحمة. أوصيك أخي الفاضل بأن تكون حريصا على الدعاء، الدعاء مهم جدا، الرجل حين يأتي زوجته لابد أن يدعو، كما ورد في السنة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) بأن يسأل الله تعالى أن يقيه وزوجته وذريته الشيطان.

أمر آخر أخي الكريم: أنت ذكرت أنك تستمتع بالموسيقى، لك منهج خاص في هذا السياق.

نحن بالطبع لا نريد أن ندخل كثيرا في صراعات مع هواياتك أو رغباتك، لكن أريد أن أذكرك أن تقوية الجانب الديني مهم جدا في حياة الإنسان، الإنسان يحتاج للدين، يحتاج للإسلام في كل شيء، وبعض الناس يعتقدون أن الدين ليس له دخل في حياتهم، هذا خطأ كبير جدا، الإنسان يحتاج للدين على الأقل عند موته.

فيا أخي الكريم: إن شاء الله تعالى أنت من الراشدين ومن الذين يفهمون هذه الأمور، وودت أن أذكرك وأذكر نفسي بهذا الأمر المهم.

الأمر الآخر أخي الكريم: لا بد أن تجعل لنفسك أنشطة أخرى خارج هذا التأمل والتفكير المتكرر: مارس الرياضة، زد من صلاتك الاجتماعية، تواصل مع الآخرين، هذا كله إن شاء الله يفيدك كثيرا.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول حكم الأغاني
والموسيقى: 280589 - 280738.

الإقلاع عن سماع الأغاني: 23302917189

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات