زوجي ضعيف جنسيا ولا يعترف بذلك ويضربني

1 666

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ زوجي ضعيف جنسيا، وعندما تحدثت معه أن يذهب إلى الطبيب فقال لي أنا لست بضعيف جنسيا، هو دائما يضربني ويشتمني، وفي أقل غلطة في البيت يتشاجر معي، وهو عصبي جدا، ولا يحترمني، مع العلم أن والده كان يضرب والدته، وأنا تركت بيتي وطلبت منه الطلاق، وأهله يريدون أن أرجع لبيتي.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه مما لا شك فيه أن هذه الحالة التي ذكرتها بالنسبة لزوجك حالة تجعل المرأة غير مستريحة لأنها ما تزوجت إلا لتستمتع بحياتها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه، والذي يمكنها من مواصلة رسالتها في الحياة، بأن تجد في زوجها ما تحتاجه من رغبات مشروعة سواء أكان ذلك في مجال العلاقات الخاصة، أو في مجال الكلمات الطيبة أو الحالة النفسية، أو حتى في مجال الإنفاق والصرف والمعاملة الحسنة والأخلاق الفاضلة، فإن الحياة الزوجية ليست سجنا يعيشه الإنسان ولا يستطيع أن يخرج منه، وإنما الناس يتزوجون رجالا ونساء طمعا في الأمن والأمان والاستقرار والسعادة، والاستفادة من إمكانات كل طرف وحرصه على إسعاد الطرف الآخر.

ولكن المشكلة تبدو -والله أعلم- أن زوجك يريد أن يغطي على ضعفه بهذه الجلبة وهذا الضجيج وهذا الضرب وتلك الإهانة، وهذا مع الأسف الشديد ليس خاصا بزوجك وحده، وإنما كل إنسان ضعيف نجده دائما يحاول أن يحدث إشكاليات يغطي بها على ضعفه، فنجد أن الإنسان الضعيف بدنيا يعتمد على لسانه ويستعمل السب والقذف واللعن، وكذلك اللص أيضا عندما يتم ضبطه يتكلم عن أشياء يريد من خلالها أن يموه على الموقف، وأن يغطي على سوءته وعورته.

فزوجك يقينا يشعر بأنه ليس سليما حتى وإن كان يقول خلاف ذلك، حتى وإن كان لا يعترف بذلك، ولكن إن أعظم دليل على أنه يعرف حقيقة نفسه، مسألة الضرب والشتم والخناق في داخل البيت، وعدم الاحترام أيضا، وهذه وسائل لتغطية المشكلة الحقيقية، لأنه يريد أن يفتعل مشكلات أخرى على مزاجه هو؛ ولذلك ما أن يحدث أي تصرف من قبلك يثيره أو لا يرضيه يبدأ هو في إثارة هذه المشكلة حتى يشعر من يتعامل معكم سواء كان من أقاربه أو أقاربك على أنك إنسانة سيئة، وأنك إنسانة غير سوية، وأنك سبب المشاكل، وسبب النكد والحزن وغير ذلك، كل ذلك من باب التغطية على المشكلة الحقيقية وهي الضعف الجنسي.

أضيف إلى ذلك أيضا سببا آخر وهو التربية، فإنه عندما وجد أباه يضرب أمه يرى أن ذلك شيئا طبيعيا وعاديا، فهو بذلك استغل هذا السوء التربوي الذي نشأ عليه في تغطية هذا الموقف السلبي الذي يعاني منه، وبذلك يقول كان أبي يضرب أمي، ويحب أن يضربك أساسا من حيث الأصل، ولكنه يعتبر هذه كلها مبررات لمواصلة الستر على نفسه وتغطية العيب الحقيقي.

ما دمت أنت الآن في بيت أهلك وأهله يرغبون في أن تعودي، فأنا أتمنى أن لا ترجعي بسهولة؛ لأن رجوعك الآن ماذا يعني؟ يعني عودة الأمور إلى ما كانت عليه، وهو لم ولن يتوقف عما يفعله ما دام لم يأخذ درسا مؤثرا وقويا وفاعلا؛ ولذلك أرى بارك الله فيك إذا أراد أن يرجع لابد أن يأتي إلى البيت بعيدا عن أحد، وأن تقولي له (أنت تريدني أن أرجع لا بد أن تراجع طبيبا، لأنك تعلم أنها سبب المشكلة الأساسية، وأنا لن أرجع إلا إذا تأكدت من ذلك بنفسي).

فلابد أن يذهب إلى الطبيب أختي الكريمة، وأن يعرض نفسه على أخصائي، ومسألة الضعف الجنسي الآن لم تعد مشكلة حقيقة في عالم الطب الآن، فإن الطب قد تقدم في هذا المجال تقدما كبيرا، وأصبح من الممكن بإذن الله تعالى علاج الإنسان في أي مرحلة من مراحل الضعف.

فإذن أتمنى أن تصري بارك الله فيك على حقك الشرعي في هذه المسألة، لأنها بإذن الله تعالى أنا واثق أنها لو تحسنت هو نفسه سوف يتحسن، لأنه سوف يستعيد ثقته بنفسه وسوف يشعر فعلا بأنه أصبح رجلا كامل الرجولة، ويشعر بأنك أصبحت راضية عنه، وبالتالي لن يكون هنالك سبب كبير للإساءة أو الضرب أو الإهانة.

هو كما ذكرت لك يستعمل هذه الأساليب من باب التغطية على المشكلة الحقيقية، ولكن عندما يتخلص منها لن يستعملها بإذن الله تعالى، حتى وإن كان قد تأثر بتربيته الأولى في بيتهم، حيث إن والده كان يضرب أمه، إلا أن هذا بإذن الله تعالى سوف يكون في أقل درجاته، لأن الرجل عندما يشعر بأن زوجته راضية عن سلوكه وعن أدائه الخاص فإنه يشعر بنوع من النشوة، ونوع من الثقة، ونوع من القوة، ونوع من الرجولة، وهذه أمور كفيلة بأن تجفف منابع الخلاف ومنابع الإهانة والسب والضرب المستمر.

إذن أتمنى أن تصري وبكل قوة أن لا ترجعي إلى زوجك إلا إذا فعل ذلك، ولكن سترا عليه أتمنى أن يكون هذا الأمر بينك وبينه، وقولي له: (لو أن أهل الأرض جميعا جاؤوا معك ما دامت هذه المشكلة موجودة لن أذهب معك؛ لأنك تعلم أن هذه هي أساس المشكلة).

ولا تقبلي بأنه يقول قد ذهبت وتعالجت، قولي: هذا الكلام لا ينفعني، أنا أريد أن تذهب إلى طبيب وأن تأتيني بفحوصات وأن تأتيني بتحاليل، وأن تأتي بالأدوية ويكون لك علاج حقيقي، وأن يكون ذلك على يدي، لن أذهب إلا إذا تأكدت من أنك فعلت ذلك).

فأنا أقول بارك الله فيك: قولي له ذلك وحاولي أن تستغلي هذه الفرصة لإجبار زوجك على أن يعالج، لأنه إن فعل ذلك سيكون هو أسعد منك حقيقة بتغيير واقعه وتحسن مستواه، وارتفاع معنوياته، وسيكون سعيدا، وبالتالي ستنعكس سعادته عليك.

إذا تعالج ولو بنسبة خمسين بالمائة أرى أن لا تمتنعي من العودة إليه، لأنه بذلك سيكون قد تحسن بنسبة، وهذه النسبة أيضا كما ذكرت سوف تلقي بظلالها على أدائه وسلوكه في داخل البيت، وبالتالي سوف تتحسن حالته، واشترطي عليه أيضا أن لا يسب وأن لا يضرب وأن لا يلعن، فهذا من حقك.

أسأل الله تعالى أن يصلح ذات بينكم وأن يؤلف على الخير قلوبكم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات