أعاني من توتر شديد يجعلني دائم الحركة، ولم ينفع معه السبرالكس

0 421

السؤال

أعاني منذ ستة أشهر من توتر شديد يجعلني دائم الحركة، وفي مزاج سيء، مع ضيق في التنفس وسرعة دقات القلب، ذهبت إلى الطبيب ووصف لي (بوسبار 10) نصف حبة صباحا و مساء، وأيضا (سيبرالكس 10) نصف حبة صباحا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وإلى الآن لم أشعر بتحسن منذ 16 يوما، فما رأيكم؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن التوتر الشديد يكون ناتجا من انفعالات نفسية، وقد يؤدي إلى زيادة في الحركة وعدم الاستقرار الجسدي، وكذلك النفسي، والذي ظهر لديك في شكل اضطراب في المزاج، وتسارع ضربات القلب وضيق التنفس هي من الأعراض الجسدية التي نشاهدها كثيرا مع نوبات القلق، وكذلك الهرع.

من الناحية التشخيصية: من الواضح أنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بالقلق الاكتئابي المصحوب بنوبات الهرع، وأعتقد أن الطبيب قد أحسن اختيار الأدوية خاصة عقار سبرالكس، فهو فعال وممتاز جدا، لكن هذه الأدوية تعتمد على البناء الكيميائي، بمعنى أن الإنسان يجب أن يتناولها بصورة منتظمة وبالتزام شديد، وبعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع سوف يحس بفائدتها إن شاء الله تعالى.

فيا أخي الكريم: اصبر على تناول السبرالكس، ولازال مبكرا أن نحكم عليه حكما سلبيا، فستة عشر يوما من العلاج ليست مدة كافية أبدا، والأدوية التي تكون بطيئة في جلب التحسن دائما تكون أدوية سليمة، والأدوية التي يشعر الإنسان بالراحة منذ بداية العلاج بها ربما تكون أدوية تعودية، لذا اصبر على السبرالكس لأنه سليم وغير إدماني أبدا، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا، لكن نفضل أن يكون هذا بعد شهر من بداية العلاج على جرعة عشرة مليجرام، ومدة العلاج في مثل هذه الحالة يجب أن لا تقل عن ستة أشهر، وبعد أن تتناول الجرعة الكاملة – وهي عشرون مليجراما – تستمر عليها لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام لمدة شهرين أو ثلاثة أيضا، ثم يفضل أن تخفضها إلى خمسة مليجرام يوميا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – وهذه تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناول العلاج.

البسبار يعتبر دواء مساندا، وهو بطيء الفعالية، فكثير من الناس لا يحس بفائدته قبل مضي شهرين أو ثلاثة، فاصبر عليه أيضا لأنه دواء جيد للقلق ويعتبر داعما للسبرالكس والذي هو علاجك الأساسي كما ذكرت لك.

من المهم جدا أن تركز أيضا على الوسائل والآليات العلاجية الأخرى ومنها: ممارسة الرياضة، تطبيق تمارين الاسترخاء وهذا سوف يكون مهما وضروريا جدا في حالتك، خاصة أن التوتر يجعلك دائم الحركة وغير مستقر، هذه التمارين متنوعة وكثيرة، في أبسطها يمكنك أن تطبق تمارين التنفس المتدرج، وكذلك قبض وإطلاق العضلات المتدرج.

بالنسبة لتمارين التنفس: اجلس في مكان هادئ، أغمض عينيك، فكر في شيء جميل، افتح فمك قليلا، ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اقبض الهواء قليلا في صدرك حتى تتيح فرصة للدم لينقل الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم، بعد ذلك أخرج الهواء بقوة وشدة عن طريق الفم، كرر هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم اجعله مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أو ثلاثة أيضا.

بالنسبة لتمارين العضلات: يعرف أن العضلات موجودة في مجموعات، هنالك عضلات القدمين، الساقين، البطن، وهكذا.. فقم بشد العضلات ثم ارخائها، مثلا: اقبض على راحة يديك بقوة وشدة حتى تحس بألم، بعد ذلك أطلقها بهدوء وخاطب نفسك بصورة إيحائية أنك الآن في حالة من الاسترخاء وهكذا بالنسبة لعضلات البطن: قبض، شد، ثم إطلاق، ثم عضلات القدمين والساقين، وهكذا. هذه تمارين مفيدة جدا، وفي حالتك مطلوبة جدا، وأنا أتمنى إذا تواصلت مع أخصائي نفسي ليقوم بتدريبك عليها أو يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط يفيدك في هذا الخصوص.

إدارة الوقت بصورة صحيحة أيضا سوف تكون مفيدة جدا بالنسبة لك، حاول أن تستفيد من وقتك بقدر المستطاع، كن حريصا على التواصل الاجتماعي، لا شك أن الصلاة في المسجد تفرج كرب الإنسان وهمومه إن شاء الله تعالى، حاول أن تكون أيضا لديك رغبة عالية في عملك، وطور نفسك من الناحية الوظيفية، هذا يشعر الإنسان بالرضى ويزيل عنه الاكتئاب، دائما فرغ ما بداخلك، عبر عن نفسك لأن الكتمان والاحتقان النفسي يؤدي إلى التوتر، الإنسان يفرغ عن نفسه خاصة الأمور التي لا ترضيه، ويكون ذلك في حدود الذوق والأدب، فهذا يساعد الناس كثيرا.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات