مع رفع جرعة السيركسات زاد القلق؛ فهل من علاج؟

0 417

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، تحية طيبة، وبعد:

أشكركم جزيل الشكر على تعاونكم ومتابعة الاستشارات، أنا صاحب الاستشارة رقم 2117478 لقد فعلت ما نصحتموني به، وأنا الآن رفعت جرعة السيروكسات، علما بأنني أعاني من القلق والتأتأة، وعندما رفعت جرعة السيروكسات شعرت بتوتر شديد وقلق، وزادت التأتأة عندي، حيث رفعتها من (25) إلى (37) لكن شعرت بقلق شديد، فهل السبب الامتحانات؟ حيث إن عندي امتحانات بعد (10) أيام.

بالنسبة للفلوناكسول فلم أجد منه في بلدي، فهل يوجد علاج بديل آخذه مع السيروكسات؟ حيث إنني كما ذكرت في الاستشارة السابقة أعاني من وسواس شديد، وتقلب المزاج، وأخاف المنازلة جدا، علما بأنني أتناول جرعة اندرال (20) مغ، وعندي مشكلة بسيطة لم أتناولها في الاستشارة السابقة، وهي أنه قبل (4) سنوات حدثت مأساة، وطوال الـ 4 سنوات أفكر فيها ولم تغب عن ذهني نهائيا، فما السبب؟ وهل يوجد علاج للتركيز؟ حيث إنني أعاني من سرعة النسيان بشكل شديد، وعدم التركيز مطلقا.

آسف على الإطالة، وشكرا لكم، ودمتم بصحة وعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه يعرف عن الكثير من الأدوية النفسية ومنها الزيروكسات أنه في بداية تناولها تحدث حركة كيميائية كبيرة في الدماغ، وهذا يجعل بعض الإخوة والأخوات الذين يتناولون هذه الأدوية يحسون بشيء من القلق، وربما زيادة في الانفعالات، وربما كثرة الحركة أيضا، وعدم المقدرة على الجلوس في مكان واحد، لكن هذه الفترة فترة مؤقتة جدا لا تتجاوز الأسبوع أو عشرة أيام في أشد الأحوال.

العامل الثاني قطعا زيادة القلق، ربما تكون عملية تفكيرك الشديد حول الامتحانات قد زادت منها.

أنا أدعوك حقيقة للاستمرار على الدواء، لأني على ثقة تامة أنه سوف يفيدك كثيرا في نهاية الأمر، وذلك من خلال ما نسميه بالبناء الكيميائي.

الفلوناكسول إذا لم يكن موجودا في الأردن فيوجد بديل جيد جدا وهو يعرف باسم (ديناكسيت) هذا يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه، وتستمر على الزيروكسات.

لا مانع أبدا من تناول الإندرال، ويا حبذا لو دعمت كل ذلك بتمارين الاسترخاء، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية، فهي إضافات سلوكية علاجية إيجابية وممتازة جدا، وبالمناسبة الرياضة تعمل من خلال تغيير المنظومة الكيميائية الداخلية للإنسان، أي أن الرياضة فعاليتها فعالية بيولوجية، وهذا أمر مهم جدا، فهي تؤدي إلى تشجيع إفراز مواد تعرف بالإنكفالين والإندرفين، وهذه وجد أنها تؤدي إلى تهدئة النفس وإشعار الإنسان بالاسترخاء والطمأنينة وتحسين المزاج، ومن ثم يكون هنالك تحسين كبير جدا للتركيز، فأرجو أن تعطي الرياضة أهمية خاصة جدا في حياتك، وإن شاء الله سوف يكون العائد إيجابي جدا.

بالنسبة للآليات الأخرى لتحسين التركيز: أنا متأكد أن القلق حين يقل التركيز سوف يتحسن، وإن شاء الله تعالى يساهم الديناكسيت في ذلك كثيرا، عليك أيضا أن تأخذ قسطا كاملا من الراحة، الراحة مهمة جدا لتحسين التركيز، تلاوة القرآن الكريم بتؤدة وتأمل وتدبر تحسن أيضا من التركيز ولا شك في ذلك.

ما تعرضت له من حدث أسميته بالمأساة قبل أربع سنوات، هذا إذا كان حدثا جللا لا شك أنه له تبعات وآثار قد يؤدي إلى ما يعرف بعصاب ما بعد الصدمة، أو عصاب ما بعد الكارثة، وهو نوع من القلق والاجترارات النفسية التي تستحوذ على تفكير الإنسان وتجعله يتذكر هذا الحدث بمحتواه التشاؤمي جدا ويجد صعوبة في التخلص منه، لكن إن شاء الله بمرور الأيام ومن خلال التفكير الإيجابي ومن خلال التأمل فيما هو إيجابي حول الحدث نفسه؛ لأن الأحداث مهما كانت فظيعة ومهما كانت مأساوية هنالك لها إيجابيات، وهذه الإيجابيات تكون من خلال التأمل في أن الحدث كان من الممكن أن يكون أسوأ من ذلك، فمن خلال هذا يستطيع الإنسان أن يتغلب على عصاب ما بعد الصدمة، كما أن الرياضة والاسترخاء هي من أسس العلاج المهمة، والتفكير المستقبلي المتأمل الذي يقوم على الأمل والرجاء فيه خير كثير جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يبارك لنا فيه.

مواد ذات صلة

الاستشارات