كيف أقي نفسي أعراض الهستيريا قبل حصولها؟

0 394

السؤال

كانت نفسيتي وشخصيتي بطبعها قلقة، يعني لديها الاستعداد للقلق -والحمد لله- قرأت كثيرا من استشاراتكم وتعلمت الكثير منها، لكن يا دكتور بعد أن عانيت لشهرين كاملين من أعراض الهيستريا العصبية، -والحمد لله- شفيت بعد شهرين من تناول العلاج من سلبيريد وستة أشهر من أنديرال.

لكن لو حدث -لا سمح الله- معي لأي ظرف طارئ في حياتي -والحياة خلقنا فيها للابتلاء- وعادت لي مثل هذه الأعراض التي عطلتني عن الحياة وعن أولادي شهرين كاملين دون أن أجد أحدا يفهم ما هي حالتي، وصدقا لم أكن أهدأ، وخاصة من الرجفة والنترات برجلي، إلا بنصف حبة من لكسوتان، يعني فقط للضرورة لجأت إليه، وليس أكثر من نصف حبة، ووقت الضرورة القصوى وخاصة عندما ينتابني ضيق تنفس شديد جدا.

سؤالي: بعد اتباع كل الأساليب الوقائية لو عاودتني -وهي فجائية كما تعرف- كيف أسعف نفسي منها؟ وخاصة أنها لو بدأت معي كما في الأول تأتي فجأة بدون سبب واضح على شكل دوخة قوية جدا وحرارة في وجهي، وكأن وجهي يشتعل، وبعدها ضيق نفس حتى أكاد أختنق وسموها لي فرط أكسجة بالدم، ما أقصده: كيف يكون العلاج الإسعافي بعد العلاج الوقائي؟

سامحوني على الإطالة والشرح المفصل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولا تعبير الهيستريا العصبية ليس تعبيرا مفضلا من الناحية النفسية؛ لأن كلمة الهيستريا إذا وصف الإنسان بمثل هذه الأوصاف ربما تؤدي إلى توهمات مرضية، كما أن فيها نوع من ضعف الشخصية وإعطاء انطباع سلبي على الذات.

يظهر أن الذي حدث لك هو نوع من نوبات الهلع أو الهرع العصبية، وهذه حالة نفسية من حالات القلق، وهي تستجيب بصورة جيدة جدا لعلاج السلبرايد، وكذلك الإندرال؛ لأن هذه الأدوية من الأدوية الجيدة لعلاج القلق، وإن كان لي تحفظات على السلبرايد فإنه كثيرا ما يرفع هرمون الحليب والذي يعرف باسم (هرمون البرولاكتين) خاصة عند النساء، مما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية أو تحقن في الثدي في بعض الأحيان، وعموما لا توجد خطورة من هذه الأعراض بالطبع، لكن رأيت من الواجب أن أذكرها.

علاج حالتك يجب أن يكون في مسارين: المسار الأول هو، أولا أن تتناولي دواء يعرف بأنه فعال لعلاج القلق والتوترات والمخاوف والعصاب ونوبات الهرع بصفة عامة، تناوليه على الأقل لمدة ستة أشهر، ويدعم هذا العلاج بآليات أخرى مثل ممارسة الرياضة بانتظام، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون جيدة، والتدرب على تمارين الاسترخاء، فتمارين الاسترخاء هي أفضل طريقة لإجهاض ضيق التنفس المفاجئ والشديد والمصحوب بشعور بالضيق أو تسارع في ضربات القلب.

ومن العلاجات التي يجب أن يتعلم عليها الإنسان هي ما نسميه بالتفريغ النفسي، الكتمان خاصة للأشياء الغير مرضية مهما كانت بسيطة تؤدي إلى انفعالات سلبية واحتقانات نفسية لدى الكثير من الناس، لذا دائما عبري عما بذاتك، وحاولي أن تقبلي الناس، ليس كما تريدين، إنما تقبليهم كما هم، هذا قد يساعدك بعض الشيء، وإدارتك لوقتك بصورة جيدة والاستفادة من الوقت هذه أيضا من السبل الوقائية الجيدة، وهذه الحالات تختفي تلقائيا بتقدم العمر.

الدواء الذي أرى أنه سيكون جيدا لأن تتناوليه لمدة ستة أشهر هو عقار سبرالكس والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) وجرعة البداية هي خمسة مليجرام، وهذا يعني أن تتناوليه بمعدل نصف حبة، تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها لحبة كاملة -أي عشرة مليجرام- واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم يمكن أن تتوقفي عن تناول الدواء، وهو دواء ممتاز وفعال وجيد، وعليك الالتزام بتناوله في المدة المطلوبة وبالجرعة الموصوفة حتى تجنبي فوائده الكاملة.

كما ذكرت لك سلفا الأمور الوقائية تتمثل في تمارين الاسترخاء، التعبير عن الذات، ممارسة الرياضة، وهنالك بعض الأدوية الإسعافية مثل عقار (زاناكس) ربما يكون أفضل من عقار (لكسوتنين)، الزناكس بجرعة ربع مليجرام لا مانع من تناوله مرة أو مرتين في الأسبوع عند حالات القلق المفاجئ، وإذا دعم العلاج الدوائي بتمارين الاسترخاء هذا -إن شاء الله- سيكون واقيا للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات