كيف يفرق بين أعراض العين أو المس أو السحر وبين الأمراض النفسية؟

1 1737

السؤال

كيف يفرق الإنسان بين أعراض العين أو الحسد أو المس أو السحر، وبين أعراض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام، وغيرها؛ لأن هناك تشابها كبيرا بين أعراضهما؟

وهل الشيخ الذي يرقي يعرف بعد القراءة على الإنسان المريض ماذا به هل هو عين أو حسد أو مس أو سحر أو مرض نفسي أم أنه لا يقدر أن يحدد ذلك؟ إذ أن في منطقتنا شيخا يحدد ماذا في الإنسان ويقول لآخرين اذهبوا إلى المستشفى، وعالجوا فليس فيكم عين أو حسد.

2-هل صحيح إذا كان سبب الإصابة بالاكتئاب عين مثلا فمهما عالجنا الاكتئاب ولو لسنوات طويلة ثم أوقفنا الدواء فإن الاكتئاب يرجع لأن الأصل في المشكلة هو العين، والتي يجب أن تعالج بالرقية؟

3-هل النقص الكبير في فيتامين دال مثلا نسبة 9 يمكن أن يسبب الاكتئاب والأمراض النفسية؟

4-هل من الممكن إذا ترك الإنسان مضاد الاكتئاب سبرام فجأة أن تحصل له بؤرة صرعية ؟

5-هل الأورام الدماغية تسبب هلاوس بصرية وسمعية وحسية؟ وهل هي من النوع الحميد أو الخبيث؟ وكيف تعالج هذه الأورام هل بالتشعيع أو العلاج الكيماوي أو لا بد من الجراحة؟ وهل هي نادرة أم منتشرة وما هي أعراضها الأخرى غير الهلاوس؟

ثم ما هي الأمراض العضوية التي من الممكن أن تحدث في الجملة العصبية؟

أرجو شاكرا وممتنا من المستشار النفسي والمستشار الشرعي الإجابة على هذا الأسئلة كلا فيما يخص مجاله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.

لا شك أيها الحبيب أن الإصابة بالعين أو بالسحر حق كما نطقت بذلك نصوص الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ولكن الإصابة بها لا يمكن أن تكون إلا بقضاء الله تعالى وقدره، فإن العين لا تسبق القدر، كما أخبرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث حين قال: (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين).

ومن ثم فينبغي للإنسان المؤمن أن يحسن الثقة والظن بالله تعالى ويعتصم به ويتوكل عليه، ويعلم أنه لن يصيبه إلا ما قدره الله تعالى له، وأن البشر جميعا لو اجتمعوا على أن يصيبوه بشيء لم يقدره الله تعالى له فإنهم لن يقدروا على ذلك، فعلى هذا ينبغي أن يكون القلب معقودا، وكلما قوي توكل العبد على الله تعالى كلما صرفت عنه الشرور والأكدار، ويستحسن للإنسان أن يداوم على التعوذات الشرعية التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لدفع المكروه قبل حصوله، ومن ذلك قراءة أذكار الصباح والمساء وقراءة أذكار النوم عند النوم وعند الاستيقاظ وأذكار دخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك، فإن هذه الأذكار بإذن الله تعالى تدفع عن الإنسان الشرور والمكروه.

كما ينبغي له أيضا إذا أحس بشيء من الآلام سواء في جسمه أو في عقله أن يلجأ أولا إلى الرقية الشرعية، فيقرأ على نفسه ما تيسر من كلام الله تعالى لاسيما الفاتحة والمعوذات وقل هو الله أحد وآية الكرسي، والآيتين الآخرتين من سورة البقرة، فإن القرآن شفاء كما أخبر الله تعالى في كتابه، والرقية الشرعية تنفع مما نزل ومما لم ينزل، فإنها نافعة على كل حال، ومن ثم فاستعمالها واللجوء إليها والمداومة عليها شيء حسن ينفع ولا يضر.

وأما الأعراض فإن هناك أعراض كثيرة قد تكون بسبب العين والحسد أو المس أو السحر، ومن ذلك الاكتئاب والضيق والخلل في العقل ونحو ذلك من الأعراض، ولكن إذا أخبرك الثقات بأنه ليس في هذا المريض شيء من هذا فينبغي الانصراف والاهتمام بالطب العضوي واستشارة الأطباء الثقات والتداوي، فإن الله عز وجل ما أنزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله تعالى السلامة والعافية لنا جميعا والشفاء لكل مريض.


===================
انتهت إجابة الشيخ / أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
تليها إجابة د. محمد عبد العليم مستشار أول الطب النفسي وطب الإدمان
===================

فإن الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام أعراضها وسماتها ومقدماتها ومؤخراتها وكل مكوناتها معلومة لدى الأطباء النفسانيين الجيدين والمطلعين والمتابعين، وهذا الأمر يجب أن لا يخرج من دائرة الاختصاص هذه.

أما بالنسبة للعين والسحر والمس والحسد فهذا أمر يحدده المشايخ، ولكن لا بد أن تكون هنالك محاذير شديدة حول هذا الأمر، لأن كثيرا من الخلط حدث وقد أضر بالناس وأدى إلى توهمات مرضية كبيرة.

كثير من المشايخ ينصح الذين يرتادونهم طلبا للرقية والعلاج بأن يذهبوا إلى المستشفيات ويقابلوا المختصين وهذا حسن، وبعض هؤلاء المشايخ لديهم الفطنة والمقدرة على أن يعرفوا أن هذا الأمر أمرا عضويا وبعضهم يتواصل مع الأطباء فيما يخص الأمراض النفسية، وبعضهم يحول الحالات إلى الأطباء انطلاقا من أن تجربته مع العلاج غير العضوي أو غير الطبي لم توصله إلى النتائج المرجوة، وهذا ربما يكون دليلا أن المرض في الأصل هو مرض عضوي وليس مرضا غير ذلك.

الاكتئاب النفسي مرض له سمات وله صفات وله مكونات وله أسباب وله عوامل، فمتى ما كان هنالك اكتئاب نفسي حقيقي وليس أعراض اكتئابية عارضة؛ أعتقد أن الذهاب إلى الطبيب من أجل تلقي العلاج هو أمر مطلوب؛ لأن الاكتئاب النفسي يشخص بمعايير وشروط علمية معينة.

هذا لا ينفي أبدا أهمية أن يكون الإنسان حريصا على أن يرقي نفسه وأن يدعو الله تعالى أن يفرج عنه، وأن يحافظ على أذكاره، هذه مهمة، وهذه ينبغي أن تسبق حقيقة أنواع العلاج الأخرى، فالرقية من قدر الله والعلاج من قدر الله أيضا.

بالنسبة للنقص الكبير في فيتامين (دال) وهل يؤدي إلى اكتئاب؟ الإجابة لا قطعا، فيتامين دال نقصه لا يؤدي إلى اكتئاب نفسي حقيقي، ربما يؤدي إلى شعور بالوهن والآلام الجسدية، وهذه قد يفهمها البعض بأنها اكتئاب نفسي، لكنه لا يؤدي إلى اكتئاب نفسي حقيقي، لأنه ليس له علاقة بالموصلات العصبية المتعلقة بالاكتئاب.

التوقف المفاجئ عن مضاد الاكتئاب (سبرام) لا يؤدي إلى بؤرة صرعية أصلا، ولا ينشط بؤرة صرعية موجودة. هنالك ما يعرف بالارتداد الصرعي الذي ينشأ من التوقف المفاجئ للأدوية، وهذه نشاهدها كثيرا مع الأدوية التي تستعمل في علاج الصرع، مثلا إذا كان الإنسان يتناول دواء تجراتول من أجل علاج الصرع وتوقف عنه فجأة هذا ربما يؤدي إلى نوبات صرع ارتدادي.

الأورام الدماغية نعم يمكن أن تؤدي إلى الهلاوس بجميع أنواعها، خاصة أورام الفص الأمامي في الدماغ، وكذلك أورام الفص الصدغي، وهذه الأورام يمكن أن تكون أوراما حميدة أو خبيثة – أي أمراض سرطانية – وكل منها يعالج حسب مرحلته وحسب نوعه، والأورام الحميدة بالطبع تعالج عن طريق الجراحة، أما الغير حميدة فتعتمد على مرحلة المرض، إذا انتشر المرض فربما لا يكون العلاج الجراحي مجديا، ولكن إذا كان المرض ما زال محصورا فغالبا يقوم جراح المخ بإزالته ومن ثم ربما يطلب من المريض تناول العلاج الكيميائي، وكذلك العلاج الإشعاعي.

هذه الأمراض ليست بنادرة حقيقة وليست بمنتشرة وهي موجودة، وهنالك إحصاءات عالمية حول هذه الأمراض.

أعراضها الأخرى حسب مكان الورم وحسب نوعه، لكن يعتبر الصداع أحد السمات أو أعراض مصاحبة للأورام خاصة الصداع المفاجئ الذي يحدث في الصباح وحين يستيقظ الإنسان من النوم، هذا ربما يكون مؤشرا لوجود ورم، ولكن هذا أيضا ليس بالضروري.

أما سؤالك حول ما هي الأمراض العضوية التي يمكن أن تحدث في الجملة العصبية؟ فهنالك الالتهابات وكذلك الأورام بجميع أنواعها، أي بشقها الحميد والسرطاني، وهنالك اضطرابات وتغيرات قد تصيب الغشاء الذي يغطي الجملة العصبية، والذي يحدث لهذا الغشاء أنه يتآكل ويتهتك، وذلك من خلال عمليات تتعلق بالمناعة الداخلية للجسم، وهذه المجموعة الأخيرة من الأمراض هي أمراض مستعصية جدا، ولا يرجى برأها غالبا أو الشفاء منها، والله أعلم، ومن هذه الأمراض مرض يسمى (التصلب اللويحي).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات