اكتئاب ورهاب وأفكار سلبية، وقلة ثقة بنفسي

1 423

السؤال

أنا فتاة أعاني من اكتئاب شديد وإحباط وكره للحياة وإحساس بالفشل وعزلة اجتماعية فلا أنجح بأي مجال، ولا أخالط الآخرين إلا أهلي فقط أرتاح معهم.

أشعر بالنقص كثيرا وأني أقل من الآخرين، وثقتي بنفسي ضعيفة، وأكره نفسي، وأكره شكلي، وكلما أثرت علي الأفكار السلبية أتمنى أنني مت وأنا صغيرة، وارتحت من الحياة.

أخاف من المستقبل كثيرا، ذهبت إلى طبيب نفسي بصعوبة شديدة لأني لا أشعر بالارتياح عند الحديث عن مشاكلي، وصف لي الطبيب دواء dogmatil حبة في اليوم لمدة عشر أيام ودواء Lustral نصف حبة لمدة يومين ثم حبة لمدة 4 أيام ثم حبتين لمدة أسبوع ثم 3 حبات ... وأنا إلى الآن مستمرة على 3 حبات يوميا منذ أسبوعين تقريبا.

الحمد لله تحسنت قليلا، وبدأت أخرج إلى المجمعات التجارية مع إخوتي ... لكن مازال لدي أفكار سلبيه تهجم علي فجأة، وتدخلني في دوامة من الحزن، وبعض الأحيان أشعر براحه وطمأنينة، يعني نسبة التحسن حتى الآن 20%، فكيف أسيطر على هذه الأفكار السلبية، وأمنعها من التأثير علي؟ وكيف أبدا حياتي من جديد، وأبعث في نفسي الحماس للبدء بالدراسة من جديد، والانطلاق للحياة؟ وهل استبدال الأفكار السلبية بايجابية، وكتابتها على ورقة وقراءتها يوميا يبرمج الإنسان على التخلص من هذه الأفكار السلبية؟

شكرا جزيلا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hayfa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تراكم الأفكار السلبية هو الذي أدى إلى شعورك بالإحباط، ولديك أيضا درجة بسيطة من القلق أو الرهاب الاجتماعي، وهذه أضافت إلى الظاهرة النفسية التي تعانين منها.

العلاج الدوائي لا شك أنه مطلوب ويفيد في مثل هذه الحالات، وعقار لسترال هو الدواء الأمثل لعلاج مثل حالتك، لكن الجرعة المطلوبة يجب أن ترفع تدريجيا لتصل إلى حبتين في اليوم، أي مائة مليجرام، وهذه الجرعة على الأقل تستمرين عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تخفض إلى حبة واحدة (خمسين مليجراما) لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة وعشرين مليجراما –أي نصف حبة– يوميا لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

هذا يتطلب منك بالطبع التواصل مع طبيبك، وتقديم هذا المقترح، وأنا على ثقة تامة أن الطبيب سوف يوافق إن شاء الله على ذلك.

الدوجماتيل هو علاج مساند جيد يزيل القلق والتوتر، عيبه الوحيد أنه قد يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب، والذي يعرف باسم (برولاكتين) هذا يجعل بعض النساء يشعرن بانشداد وتحقن في الثدي أو ربما يحدث اضطرابا في الدورة الشهرية، بخلاف ذلك فهو دواء جيد وفعال وممتاز، وإذا حدث أي شيء من هذه الأعراض التي ذكرناها من المفترض أن يتم التوقف عن الدواء.

بالنسبة للأمور العلاجية الأخرى مما نسميه بالعلاج السلوكي: بالطبع أنت محتاجة وبقوة وشدة والتزام أن تغيري فكرك من فكر سلبي إلى فكر إيجابي، لك أشياء جميلة طيبة في حياتك، يجب أن تستغلي هذا التحسن البسيط حتى وإن كانت نسبته عشرين بالمائة فقط، لكن اعتبريه كنوع من الانطلاقة الإيجابية، أكثري من التواصل الاجتماعي، زوري أرحامك، كوني في صحبة أهلك، وبعد ذلك سوف تجدين أن الأمور قد أصبحت أفضل كثيرا.

عليك أيضا أن تتواصلي اجتماعيا من خلال الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن والتفاعل مع الأخوات في هذه المراكز، وحضور الدروس وحلقات العلم، والحلقات الثقافية، هذا إن شاء الله فيه فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.

بالنسبة لكتابة الفكر السلبي واستبداله بفكر إيجابي: هذه أيضا وسيلة جيدة جدا، ضعي الفكرة السلبية، وبعد ذلك ضعي الفكرة الإيجابية المقابلة، حاوري نفسك حوارا دقيقا ومتأنيا ومنطقيا وموضوعيا، وسوف تجدين إن شاء الله تعالى أن الإيجابيات يمكن أن تسيطر على السلبيات.

إن شاء الله تعالى الأمور أفضل مما تتصورين، وأنا متفائل جدا أن أحوالك سوف تتحسن تماما.

على نطاق الأسرة: أنت مطالبة أيضا بأن تكوني فعالة، وفعالة جدا، شاركي أهلك وذويك في أعمال المنزل، قدمي الاقتراحات، خذي المبادرات، اسعي لبر والديك، هذا يعطيك دفعة إيجابية جدا تشعرك إن شاء الله تعالى بكينونتك وبالرضى.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الإحباط سلوكيا: (234086 - 259784 - 264411 - 267822).

وللمزيد أيضا يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الخوف من المجهول سلوكيا: (262008 - 259784 - 110736).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات