ينتباني ضيق في التنفس عند تناول الطعام، فما سبب ذلك؟

2 798

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من مشكلة تزعجني كثيرا، وقد سببت لي ترك العمل والخوف.

منذ فترة وعند تناولي الطعام لم أستطع أخذ الشهيق، وأعاني من صعوبة في التجشؤ، فأصابتني حالة من الرعب والخوف، وبعدها بـ10 دقائق عاد التنفس طبيعي، وبدأت الحالة تأتيني باستمرار عند الأكل، وعندما ذهبت إلى الطبيب، وعند فحص البراز قال لي إنها جرثومة، ولم يحدد لي نوعها، وأعطاني علاجا، ولكن ازداد ضيق التنفس لدي، وأصبحت عند الأكل أشعر بالخوف، ولا أستطيع إنهاء الطعام بسبب الضيق والخوف، ونقص وزني، والآن أصبح 64 كيلو، وطولي 173 ، وعمري 27 سنة.

هذه الحالة لدي من سنة ونصف، مع العلم أني أجريت فحوصات للدم والبراز، وصورة للصدر والاترا ساوند، وكل شيء طبيعي، ولا يوجد عند أي ألم أو مغص أو إسهال، كل مشكلتي أني لا أستطيع أخذ الشهيق عند الأكل وصعوبة في التجشؤ، وإذا تجشأت أرتاح ويعود نفسي، أو أن أخرج غازات، وشهيتي مفتوحة لتناول الطعام، ولكن الكتمة عند الأكل هي سبب مشكلتي، وإذا أكلت كثيرا تنقطع أنفاسي، ودوخة وخوف شديد، وتزول بعد دقائق.

لا توجد عندي حموضة، ولا مشاكل في بلع الطعام، فقط عند الأكل يأتي الضيق، وحسب نوع الأكل، فبعض أنواع الطعام لا تؤثر، وبعضها تسبب حرقة، وكنت أعاني في البداية من شم بعض العطور التي كانت تزعجني كثيرا.

أنا أريد أن أعود كما كنت في السابق أتناول الطعام بدون أي مشاكل، أرجوكم ساعدوني لقد تعبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالتك هي حالة نفسية مائة بالمائة، فهذا نوع من القلق الوسواسي، نسميه هكذا، فالذي يحدث في بعض الأحيان أن الإنسان قد يقلق لسبب بسيط، ولا يعري لذلك اهتماما، وقد يكون هذا القلق مرتبطا بفعل أو حركة معينة، ومن أكثر الأعراض الجسدية التي نشاهدها مع القلق هي ضيق التنفس والشعور بالكتمة والبعض شعر بالغصة في الحلق، وهذا كله ناتج من انقباضات عضلية تحدث في حالات القلق والتوتر حتى وإن لم يستشعر به الإنسان.

الحالة تحولت بعد ذلك إلى حالة وسواسية فأصبحت تخاف وتصاب بالضيق والهم والوسوسة الحقيقية عند تناول الطعام. هذا بالطبع أثر على نفسيتك بصورة سلبية أيضا.

العلاج يتمثل في الآتي:

أولا: يجب أن تعرف أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة، ويجب أن تقلل من همك وتفكيرك فيها، هذا مهم جدا، تجاهل الأمر تماما، فالتجاهل يفيد، ولا تراقب نفسك عند الأكل. أعرف أن ذلك ليس بالسهل، لكن حين تحقر فكرة الخوف والقلق والوسواس نفسها فهذا سوف يساعدك.

ثانيا: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء التنفسي، فيمكنك أن تضطجع على السرير، أغمض عينيك، افتح فمك قليلا، ثم بعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء، أقبض الهواء في صدرك لفترة ثانيتين أو ثلاث، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء.

كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل مرة بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة.

الجزء الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي: أنت محتاج لعلاج دوائي، هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت)، ويعرف علميا باسم (سيرترالين) هو دواء جيد جدا للقلق والمخاوف، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والفاعلة، وهنالك دواء آخر إضافي سوف يفيدك أيضا، هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميا باسم (سلبرايد) أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة في الصباح وأخرى في المساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الحالة إن شاء الله بسيطة، وسوف تستجيب استجابة تامة إذا اتبعت الإرشادات التي ذكرناها لك، وتناولت الأدوية المذكورة. الحالة ليست حالة عضوية، ولا تكثر من التردد على الأطباء، وإذا لم تتحسن أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، فهذا أفضل لك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات