أختي تعاني من دوخة وزغللة وتنميل وصداع شديد.. فهل هي أعراض نفسية؟

0 468

السؤال

السلام عليكم..

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم, حفظك الله تعالى.

أختي متزوجة، وعندها طفلان، وتعاني متاعب تربيتهما، وأيضا في حياتها؛ حيث أنها تعيش مع زوجها في بلد، وأهلها في بلد آخر، وهي من النوع العصبي، ولا تشتكي أبدا لأحد, والآن هي تعاني من دوخة قوية، وزغللة، وتنميل في اليد، والفم، ثم صداع شديد, فهل هذه الأعراض نفسية أم تحتاج إلى عمل أشعة على المخ؟ وإن كانت نفسية فما العلاج المناسب لحالتها ( نفسي وسلوكي )؟

جزاكم الله خيرا وحفظكم الله وبارك في أعماركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على اهتمامك بأمر أختك وأطفالها، والتوجيهات التربوية كثيرا ما تحتاج لها الأمهات لتوفق ما بين راحتها، وإدارة بيتها، وتربية أبنائها.

أعتقد أن أهم شيء يجب أن تدركه أختك أن هذه الذرية هي نعمة من نعم الله تعالى، والأمر يتطلب الصبر كثيرا مع الطفل حتى نستطيع أن نوجه التوجيه الصحيح، والتربية هي أمر غريزي وجبلي في معظمها، لكن بعض التعديلات وبعض التحسينات قد تكون هنالك حاجة إليها.

الفاضلة أختك هي عصبية وربما تكون انفعالية ومتوترة، وبما أنها لا تشتكي لأحد فهذا دليل على أنها تميل أيضا للكتمان، وهذا بالطبع يجعلها عرضة للاحتقانات النفسية أكثر، فيجب أن تنصح بأن تعبر عما بداخلها في حدود الذوق والمعقول، وأن تكون متفائلة، وأن تكون إيجابية، وأن تعرف أيضا أن لنفسها عليها حق، توفق ما بين أنشطتها وواجباتها المنزلية والتربوية وراحتها، وأن تروح عن نفسها بقدر المستطاع. هذه أسس رئيسية.

ما تعاني منه من دوخة قوية، وزغللة في العيون، وتنميل في اليد، وفي الفم وصداع شديد، أعتقد أن ذلك في الغالب يكون سببه قلق وتوترات نفسية، لكن سيكون من الأفضل والأحوط أن تقوم بإجراء فحوصات بسيطة، تتأكد من مستوى الدم - أي مستوى الهموجلوبين - ومستوى السكر، هذا أعتقد ضروري جدا حتى نكون مطمئنين؛ لأن في بعض الأحيان ضعف الدم والأنيميا تؤدي إلى إجهاد جسدي وإجهاد نفسي، وبما أن أختك لديها الاستعداد والقابلية للتوترات النفسية فحتى إن كان هنالك نقص بسيط في مستوى الهموجلوبين ربما يكون هذا سببا فيما تعاني منه.

لا أعتقد أنها في حاجة لأشعة على المخ في هذه المرحلة، إذن العلاج تحدثنا عنه وهو من النواحي السلوكية التي من خلالها تعبر عن ذاتها وتكون إيجابية في تفكيرها، وتعرف أن المعاناة مع الأطفال في هذه الفترة تكون ذكريات إن شاء الله تعالى فيما سوف يأتي في المستقبل، وأن لا تكون دائما تحت الضغط التربوي، هذا مهم جدا، وأن تدير وقتها بصورة صحيحة، أعتقد أن ذلك يفيدها كثيرا.

الأمر الآخر هو أن تقوم بالفحوصات كما ذكرنا، وإذا كان هنالك أي خلل في مستوى الدم أو خلافه فهذا يجب أن يصحح لأن ذلك سوف يساعدها كثيرا.

إذا كانت النتائج سليمة، وكل الأمور ممتازة فإن استطاعت أن تقابل طبيبا نفسيا، فأعتقد أن ذلك أيضا سوف يكون أمرا جيدا، وإن لم تستطع فهنالك أدوية بسيطة مثل عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) وهو متوفر في مصر، دواء بسيط جدا، مزيل للقلق والتوترات، تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، وبعد عشرة أيام تجعلها حبة صباحا وحبة مساء، تستمر عليها لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تتناول الدواء.

إذا لم تتحصل على الفلوناكسول فسوف يكون الموتيفال بديل جيد، وهو متوفر في مصر، والجرعة هي حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر آخر، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

أختك أيضا إذا استطاعت أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء - فهي مفيدة جدا - وإذا مارست أي نوع من الرياضة أعتقد أن ذلك سوف يفيدها، ولابد أيضا أن تغير نمط حياتها الاجتماعي، تكون أكثر فعالية وتبحث عن ما نسميه بالتفريغ أو المتنفسات النفسية.

بارك الله فيك، ونشكرك على اهتمامك بأمرها وثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات