أعاني من ضربات القلب وتسارع النفس بسبب الحمل، ما العلاج؟

0 1125

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا حامل بشهري الثاني، ولدي طفلان، في كل صباح باكر عندما أنزل لأوصل ابني لباص مدرسته حيث نقطن بالطابق الثاني، فقط مجرد أن أنزل أوصله وأرجع أعود للبيت يظل قلبي ربع ساعة يخفق خفقانا لدرجة رأسي ينفض منه! وأحس نفسي يتسارع، وأحاول ألا أتوتر وأن أرتاح وأتمدد.

حينها أقوم فورا بتمارين الاسترخاء، حتى نفسي تبدأ بالغثيان، وكأني أيضا أريد الخروج للحمام، وأعرق! يعني كأنه ضيق نفسي، فما هو السبب؟ =علما أن كل تحاليلي سليمة؟ الدم والغدد، حتى مرة ذهبت للطوارىء في أول حملي بسبب الدوخة، ورعشة جسمي، وأجروا لي تخطيط قلب، وكل شيء سليم -ولله الحمد- فقط أخبروني أن الحمل هو السبب في إجهادي وهبوط الضغط،
فكيف أتعامل مع حالتي؟

علما أنه بحملي السابقين لم أشعر بهذه الأعراض كلها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبما أن التحاليل عندك طبيعية فهذا أمر مطمئن، وتكون هذه الأعراض هي بسبب الحمل.

الحقيقة هي أن الحمل يسبب أعراضا كثيرة قد تلتبس مع بعض الأمراض, ومنها الدوار, هبوط الضغط, والدوخة، وغير ذلك, وهي أعراض تصبح أوضح مع تكرر الحمل.

أي أن السيدة قد لا تلحظها في حملها الأول أو تكون لاحظتها لكنها كانت خفيفة فلم تتأثر بها, لكن وعندما يتكرر حدوث الحمل والولادة, فإن هذه الأعراض تصبح أوضح وأشد؛ لأن زيادة حجم الدم تصبح أكبر.

كذلك يزاد حجم الأوعية الدموية، ويزاد عددها, وترتخي جدرانها أكثر, وتقل مقاومتها لتؤمن الدم اللازم للحمل, وهذا كله يؤدي إلى هبوط في الضغط؛ مما يستدعي أن يتسرع القلب أكثر، حتى يعوض عن هبوط الضغط.

تسرع القلب والخفقان هو آلية معاوضة طبيعية، يقوم بها الجسم ليعوض عن هبوط الضغط, وليستطيع معها إيصال الدم إلى الجنين وإلى كل أنحاء جسمك.

أحب أن أطمئنك بأن هذه التغيرات وما يرافقها من أعراض -رغم أنها مزعجة- إلا أنها تعتبر تغيرات إيجابية وجيدة في الحمل, وتدل على أن الحمل جيد -بإذن الله- ومن غير المتوقع حدوث مشاكل فيه إن شاء الله.

قد تستمر هذه الأعراض للفترة القادمة, وقد تزداد في الشهور الأخيرة من الحمل، لأن الحالة تعتبر غير مرضية بل فيزيولوجية وإيجابية, فيجب عدم علاجها بالأدوية, لكن يمكن اتباع بعض الإرشادات التي تخفف منها, ومن ذلك: التحرك وممارسة أي مجهود أو نشاط بشكل متدرج حتى يتأقلم القلب مع المجهود الجديد, عدم الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة, عدم تغير وضعية الجسم بشكل مفاجئ, خاصة عند الاستيقاظ أو النهوض من وضعية الاستلقاء.

يجب التدرج في ذلك حتى تحدث إعادة توزع للدم بشكل مناسب, ويفيد كثيرا تحريك الساقين بعض الشيء، مع تناول بعض الطعام، قبل النهوض من السرير لتنشيط الدوران الدموي.

كما يجب عليك رفع الساقين إلى مستوى الجسم, ويفضل إلى مستوى القلب أو أعلى في حال الجلوس أو الاستلقاء, مع العمل على الاستلقاء على الجانب الأيسر قدر الإمكان.

يجب الإكثار من شرب الماء، والسوائل المفيدة طوال فترة الحمل, وبالنسبة للغثيان فيفيدك كثيرا شرب منقوع الزنجبيل بمعدل ثلاثة أكواب في اليوم، مع تناول حبوب فيتامين -B6- عيار 50 ملغ حبة إلى حبتين يوميا .

عليك بجعل وجبات الطعام قليلة، لكن متعددة مع الإكثار من البروتينات والخضروات والفاكهة على مدار اليوم.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات